مغامرة

"مصائب قوم عند قوم فوائد". ينطبق هذا المثل تمامًا على المغامرة الغريبة التي حدثت لشابتين أمريكيتين، فبدلاً من التوجه إلى نيس، وجدتا نفسيهما، عن غير قصد، على متن رحلة للخطوط التونسية متجهة إلى تونس، بلد لم تسمعا به قط وتجهلان وجوده تمامًا حتى وجدتا نفسيهما في طائرة الخطوط التونسية المتجهة إلى تونس. بدأ كل شيء عندما فات شابتين سائحتين رحلتهما إلى نيس، فقررتا شراء تذاكر جديدة في مطار روما. ظنًا منهما أنهما تريدان الذهاب إلى نيس، أعطاهما الموظف تذاكر متجهة إلى تونس. حدثت المفاجأة في منتصف الرحلة، عندما سألت إحدى الشابتين راكبة عن الوجهة. فكان الجواب: "تونس". مندهشة، سألت حينها: "أين تقع تونس؟".

الشابتان، وقد غلبتهما الدهشة والحيرة، فضلتا التعامل مع الموقف بروح الدعابة وقامتا بتصوير مغامرتهما على متن الطائرة ونشرها على تيك توك. في غضون ساعات قليلة، شوهد الفيديو من قبل ملايين مستخدمي الإنترنت وانتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلته وسائل إعلام أجنبية. "إلى نيس تونس"، الذي أصبح أحد أكثر الترندات شعبية على تيك توك، يمثل دعاية رائعة، ومجانية علاوة على ذلك، لبلدنا. لعدة أيام، كانت تونس حديث الجميع، مما أثار فضول العديد من الأشخاص حول العالم الذين لا يعرفون بلدنا. مع استراتيجية الاتصال الهادفة إلى إبراز الإمكانات السياحية للبلاد والأماكن التي لا بد من زيارتها، من خلال الإعلانات والأفلام الترويجية التي تبث في تونس والخارج، لم يكن بإمكان وزارة السياحة أن تفعل أفضل من ذلك لتعزيز السياحة وتعريف بلدنا بالخارج. وقد خطرت لوكالة سفر فكرة حكيمة لاستغلال هذه الفرصة لدعوة الشابتين الأمريكيتين للعودة إلى تونس لقضاء إقامة سياحية. ومن المؤكد أنهما لن تفوتا فرصة تصوير عطلتهما، مما سيمثل دعاية أخرى وفرصة حقيقية لبلدنا!