مانشستر سيتي يعود للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي: كيف أعاد بيب غوارديولا تشكيل فريقه؟
جاري التحميل...

مانشستر سيتي يعود للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي: كيف أعاد بيب غوارديولا تشكيل فريقه؟
عاد مانشستر سيتي إلى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أمر كان لا يمكن تصوره في مثل هذا الوقت من العام الماضي في ذروة انهيار كارثي. كانت دفاعاتهم عن اللقب ممزقة بحلول ديسمبر، حيث بدا الفريق بعيداً عن مستواه المعتاد، وتلقى هزائم غير متوقعة، مما أثار تساؤلات حول قدرة بيب غوارديولا على إعادة إشعال شرارة الفوز. فما الذي تغير بالضبط ليحدث هذا التحول المذهل؟
عام جديد، سيتي جديد: تحول في الأداء
بينما لم يكن عام 2024 بلا شك أفضل لحظات مانشستر سيتي - على الأقل في نهايته - فقد تجاوزوا المنعطف في عام 2025، حيث شهد النصف الأول من العام تحولاً جذرياً. لقد فازوا بعدد أكبر من المباريات (19) مقارنة بأي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال هذه الفترة. كما أنهم يحققون متوسط نقاط أعلى لكل مباراة (2.07) من كل من أرسنال وليفربول، وهما المنافسان الرئيسيان على اللقب، وسجلوا أهدافاً أكثر بكثير (63 هدفاً)، مما يعكس عودة القوة الهجومية التي اشتهر بها الفريق.
لم يكن هذا التحول مجرد صدفة، بل كان نتيجة لعمل دؤوب وتعديلات تكتيكية قام بها بيب غوارديولا. بعد فترة من التخبط، أعاد المدرب الإسباني تقييم استراتيجياته، وركز على استعادة التوازن بين الدفاع والهجوم. لقد شهدنا عودة إلى الضغط العالي الفعال، وتحسينات واضحة في التغطية الدفاعية، مما قلل من الأخطاء الفردية التي كلفت الفريق نقاطاً ثمينة في الموسم السابق. هذا التوازن الجديد منح الفريق صلابة دفاعية لم تكن موجودة في بداية الموسم، مع الحفاظ على القدرة الهجومية الفتاكة.
تأثير التعديلات التكتيكية واللاعبين الرئيسيين
من أبرز التغييرات التي طرأت على الفريق هي مرونة التشكيلة. غوارديولا لم يتردد في تجربة أدوار جديدة لبعض اللاعبين، مما أضاف عمقاً وتنوعاً لأسلوب اللعب. على سبيل المثال، شهدنا تألقاً لافتاً لبعض اللاعبين في مراكز غير تقليدية، مما أربك الخصوم ومنح السيتي ميزة تكتيكية. كما أن عودة بعض اللاعبين المصابين إلى لياقتهم الكاملة، مثل كيفن دي بروين، كان لها تأثير كبير على الإبداع الهجومي للفريق وقدرته على صناعة الفرص الحاسمة. وجود دي بروين في خط الوسط يمنح السيتي بعداً آخر في الهجوم، بقدرته على التمرير الدقيق والتسديد من مسافات بعيدة.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت الروح المعنوية للفريق دوراً حاسماً. بعد فترة من الشك، استعاد اللاعبون ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على الفوز. هذا التماسك داخل غرفة الملابس، والقيادة القوية من اللاعبين المخضرمين، ساهمت في بناء زخم إيجابي دفع الفريق لتحقيق انتصارات متتالية. أصبحت كل مباراة بمثابة نهائي، وهذا التركيز الشديد هو ما يميز الفرق البطلة. لقد أظهر اللاعبون التزاماً غير عادي بالخطة التكتيكية، ورغبة لا تلين في القتال من أجل كل نقطة.
الزخم نحو اللقب
مع اقتراب نهاية الموسم، يبدو مانشستر سيتي في أفضل حالاته. لقد أظهروا قدرة على التعامل مع الضغط، وتحقيق الفوز في المباريات الصعبة، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على نيتهم في استعادة لقب الدوري. المنافسة لا تزال محتدمة مع أرسنال وليفربول، لكن الزخم الحالي والأداء الثابت يضعان السيتي في موقع ممتاز. إنهم لا يعتمدون فقط على المهارات الفردية، بل على نظام جماعي متكامل يعمل بكفاءة عالية، حيث يتحرك كل لاعب بانسجام مع زملائه، مما يجعلهم خصماً صعب المراس لأي فريق.
في الختام، فإن عودة مانشستر سيتي إلى قمة المنافسة هي شهادة على عبقرية بيب غوارديولا وقدرته على التكيف، بالإضافة إلى جودة اللاعبين والتزامهم. لقد أثبتوا أنهم قوة لا يستهان بها، وأنهم مستعدون للقتال حتى الرمق الأخير من أجل التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى، مؤكدين مكانتهم كأحد أقوى الأندية في العالم.
