أسود التيرانغا: من مرارة الإقصاء في كأس الأمم الأفريقية إلى بناء جيل جديد وروح الانتقام

إنه إخفاق يريد فريق محوه، وظل على مسيرة شبه خالية من الأخطاء منذ عام 2018. لقد فقد المدرب السابق أليو سيسيه مكانه بسببه، وغذى اللاعبون فيه روح الانتقام. إن الإقصاء من دور الستة عشر في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة على يد كوت ديفوار (1-1، 5-4 بركلات الترجيح)، والذي كان نقطة انطلاق القصة الرائعة لمنتخب الأفيال، ظل عالقًا في الحلق، أكثر إيلامًا من شوكة.

هذه المباراة، التي جاءت بعد مرحلة مجموعات خالية من الأخطاء (3 انتصارات)، أوقفت فجأة التقدم الذي لوحظ منذ التأهل لكأس العالم في عام 2018، مع بطولتي كأس أمم أفريقية، إحداهما (2019) انتهت في النهائي، والأخرى على قمة أفريقيا (2022)، ودور ثمن نهائي عالمي تلاها في الدوحة (0-3 ضد إنجلترا). وصول باب ثياو إلى مقاعد البدلاء في ديسمبر 2024 لم يغير من النهج.

بالإضافة إلى حصولهم على تذكرة لكأس العالم الصيف المقبل (11 يونيو - 19 يوليو 2026)، لم يخسر أسود التيرانغا سوى مرة واحدة في مبارياتهم الثماني الأخيرة، وكانت أمام البرازيل (0-2) في مباراة ودية بتاريخ 15 نوفمبر. كما حقق السنغاليون إنجازًا في إنجلترا، في 10 يونيو (3-1)، ضد من أقصاهم في قطر. إنها بالفعل انتقام صغير... هذا يروي كل شيء عن بناء كرة القدم السنغالية، بين الأكاديميات المحلية الفعالة واللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يجذبهم النتائج وأرض آبائهم.

تزايد إغراء المنتخب الوطني للشباب

إن رغبة الباريسي إبراهيم مباي، الذي سيبلغ سن الرشد في يناير، في الانضمام إلى عرين الأسود تشير إلى اتجاه قوي. وهو يتبع، من بين آخرين، أسان دياو، الجناح البالغ من العمر 20 عامًا من كومو، الغائب عن المغرب بسبب الإصابة، ومامادو سار (20 عامًا) من ستراسبورغ، أو حبيب ديارا، الوافد الصيفي لسندرلاند (21 عامًا). النتائج تساعد في جذب هؤلاء الشباب، يوضح الحارس الكاميروني السابق جوزيف أنطوان بيل، المتواجد في كأس الأمم الأفريقية لـ RFI. يرى هؤلاء الأطفال استمرارية في النتائج وفريقًا لا يثير الجدل (في إشارة إلى عكس الكاميرون)، لذلك يثير ذلك الرغبة في الانضمام. بالإضافة إلى ذلك، يلتقون بسنغاليين آخرين في البطولات ويتناقشون فيما بينهم. هذا يخلق شيئًا ما.

وقد عرف اللاعبون القدامى كيف يرحبون بهم أيضًا. روى كاليدو كوليبالي (34 عامًا، 97 مباراة دولية)، يوم الاثنين، كيف اعتنى الحارس إدوارد ميندي (33 عامًا، 49 مباراة دولية) بدياو (مباراتين دوليتين)، الذي غاب عن بقية كأس الأمم الأفريقية، وطمأنه وقدم له النصائح. هو من تحدث أكثر مع أسان لأنه يعرف ما يعنيه بدء بطولة وعدم القدرة على اللعب فيها، أوضح مدافع الهلال. إدوارد أصيب أثناء الإحماء في عام 2019. وفي كأس الأمم الأفريقية التالية (في عام 2022)، فاز بها بفضل تصدياته في ركلات الترجيح. تنتشر هذه الروح العائلية في غرفة الملابس بفضل اللاعبين القدامى. كوليبالي، إدريسا غاي (36 عامًا)، ميندي، وساديو ماني (33 عامًا) جميعهم ضامنون لهذا الانتقال.