وفي 7 و8 كانون الأول/ديسمبر، عبر مئات من الأفراد العسكريين السوريين إلى العراق من منطقة البوكمال الحدودية بعد تسليم أسلحتهم. (غيتي)
قال مسؤولون عراقيون لصحيفة العربي الجديد، شقيقة العربي الجديد باللغة العربية، إن إجمالي 90 ضابطاً من جيش النظام السوري المخلوع يتواجدون حالياً في بغداد تحت إشراف قوات الأمن العراقية، ويرفضون العودة إلى سوريا.
والضباط، الذين يحملون رتبًا مختلفة، هم جزء من مجموعة من العسكريين السوريين الذين فروا إلى العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد الشهر الماضي. وفي 7 و8 كانون الأول/ديسمبر، عبر مئات من الأفراد العسكريين السوريين إلى العراق من منطقة البوكمال الحدودية بعد تسليم أسلحتهم. وذكرت وزارة الدفاع العراقية أن هؤلاء الأفراد سُمح لهم بالدخول لأسباب إنسانية وتم إيواؤهم في مخيم مؤقت في بلدة القائم الحدودية في محافظة الأنبار الغربية.
ووفقاً لمسؤولين أمنيين عراقيين تحدثوا إلى مراسل العربي الجديد محمد علي في بغداد، دخل 2493 عسكرياً سورياً إلى العراق خلال عملية النزوح الأولية. ومن بين هؤلاء، عاد أكثر من 2,000 شخص طوعاً إلى سوريا منذ 19 كانون الأول/ديسمبر عبر معبر القائم الحدودي. ومع ذلك، اختار 90 ضابطا البقاء في بغداد، مشيرين إلى مخاوف أمنية شخصية. ويقال إنهم يسعون للحصول على ضمانات من الإدارة الانتقالية السورية الجديدة لضمان سلامتهم قبل التفكير في العودة.
وكشف مسؤول عراقي أن العديد من هؤلاء الضباط كانوا جزءًا من الأجهزة العسكرية والاستخباراتية لنظام الأسد. ويأمل البعض في الانتقال إلى بلدان ثالثة، بينما يرغب آخرون في لم شملهم مع عائلاتهم التي لا تزال في سوريا.
وأكد ياسر اسكندر، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، في تصريحات لـ”بغداد اليوم”، وجود هؤلاء الضباط في العراق. وأشار إلى أنهم ليسوا مسؤولين رفيعي المستوى، بل ضباط متوسطي المستوى من وحدات عسكرية كانت متمركزة سابقًا على طول الحدود السورية. وأكد اسكندر أن أولوية العراق تبقى تأمين حدوده ومنع أنشطة الجماعات المتطرفة، مضيفا أن وضع الضباط لن يؤدي إلى توتر العلاقات بين بغداد ودمشق.
وفي الوقت نفسه، بدأت السلطات العراقية التنسيق مع دول ثالثة لتسهيل نقل بعض الضباط. وأكد المسؤولون أن الضباط لن يتم إعادتهم قسراً إلى وطنهم وأن وضعهم سيتم حله من خلال الإجراءات الإنسانية.
وفي الوقت الحالي، يشرف على الأمر القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن المتوقع اتخاذ قرار بشأن عودة هؤلاء الضباط إلى سوريا، أو البقاء في العراق، أو الانتقال إلى مكان آخر في الأسابيع المقبلة.