سي إن إن —
استهدفت إسرائيل القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف في غارة على منطقة إنسانية مخصصة في جنوب غزة، مما أسفر عن مقتل 90 فلسطينيًا على الأقل. ولم يتضح بعد ما إذا كان ضيف من بين القتلى. ولكن من هو؟
ويُعتقد أن ضيف، وهو شخصية مراوغة وقوية، هو أحد العقول المدبرة وراء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقد قاد الجناح المسلح للجماعة الفلسطينية المسلحة لأكثر من عقدين من الزمان.
إذا تأكدت وفاته، فسوف يكون ضيف أبرز زعيم لحماس يُقتل منذ بدء الحرب في غزة قبل تسعة أشهر. كانت إسرائيل تسعى إلى تفكيك حماس في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولكن مع استمرار القتال ووجود شخصيات بارزة في حماس في حالة فرار، بدا هذا الهدف بعيدًا.
ويعتقد أن ضيف ولد في ستينيات القرن العشرين في مخيم خان يونس للاجئين، وهو واحد من عدد من المخيمات التي أنشئت في غزة في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين للفلسطينيين النازحين الذين حرمتهم دولة إسرائيل التي أنشئت حديثاً من حرية العودة إلى ديارهم.
ولد باسم محمد دياب إبراهيم المصري، وأصبح يعرف فيما بعد باسم “الضيف” بسبب عادته في البقاء في منازل مختلفة كل ليلة لعقود من الزمن لتجنب تعقبه وقتله على يد إسرائيل.
ظل ضيف على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل لعقود من الزمن، حيث تعتبره إسرائيل مسؤولاً عن مقتل العشرات من مواطنيها. كما أدرجته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قائمة الإرهاب السوداء.
انضم إلى حماس أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت عام 1987. وأصبح عضواً مؤسساً في الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، في أوائل التسعينيات. وقد تأسست الوحدة العسكرية لدعم حماس في مقاومتها المسلحة ضد إسرائيل، ومنذ ذلك الحين نفذت العديد من الهجمات، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية.
منذ البداية، كان ضيف مهندساً رئيسياً في استراتيجية حماس ضد إسرائيل. وكان وراء موجة من الهجمات الانتحارية في عام 1996 والتي أسفرت عن مقتل 65 شخصاً في القدس وتل أبيب، فضلاً عن أعمال أخرى كانت تهدف إلى إفشال عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
تدرج الضيف في صفوف كتائب القسام حتى تم تعيينه زعيماً لها في عام 2002، بعد أن قتلت إسرائيل القائد السابق.
ويعتبر صانع قنابل ماهرًا للغاية، وقد لعب دورًا مهمًا في تطوير شبكة حماس من الأنفاق وخبرتها في صناعة القنابل.
على مر السنين، نجا ضيف من محاولات اغتيال عديدة – ما مجموعه سبع محاولات، وفقًا لرويترز. ويشمل ذلك غارة إسرائيلية في عام 2014 أدت إلى مقتل زوجته وابنه البالغ من العمر سبعة أشهر وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات.
وقد أصيب بجروح خطيرة في إحدى محاولات الاغتيال، حيث أصيب بجروح خطيرة في ساقه وفقد إحدى عينيه.
ومن المعروف أن ضيف لعب دوراً في تنظيم الغارات الوحشية التي شنتها حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة الإسرائيلية في غزة عن مقتل أكثر من 38 ألف شخص.
وبعد الهجمات بفترة وجيزة، دعا إلى انتفاضة عامة. وقال في رسالة مسجلة: “إذا كان لديك سلاح، فأخرجه. هذا هو الوقت المناسب لاستخدامه ــ أخرج بشاحنات وسيارات وفؤوس، فاليوم يبدأ التاريخ الأفضل والأكثر شرفاً”.
وفي مايو/أيار، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق ضيف، وكذلك يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، قائلة إن لديهم “أسباب معقولة” للاعتقاد بأنهم يتحملون المسؤولية عن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
لقد تمكن ضيف، الرجل الذي يعيش حياته في الظل، من البقاء على قيد الحياة لعقود من الزمن أثناء إدارته للجناح المسلح لحركة حماس. وقد أكسبه هذا الإنجاز لقب “القط ذو التسع أرواح”. ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان ضيف قد نجا من محاولة اغتياله الأخيرة.
