تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية في قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام (هاني الشاعر/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر جيتي)
أعلنت منظمة الصحة العالمية الأحد أنها مستعدة لضخ المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة خلال الهدنة بين إسرائيل وحماس، لكنها ستحتاج إلى “وصول منهجي” عبر القطاع للقيام بذلك.
ودمرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام جزء كبير من البنية التحتية الصحية في قطاع غزة قبل سريان وقف إطلاق النار يوم الأحد.
ورحب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بوقف إطلاق النار، قائلا على وسائل التواصل الاجتماعي إنه “سيجلب أملا كبيرا لملايين الأشخاص الذين دمر الصراع حياتهم”.
لكنه أضاف أن “معالجة الاحتياجات الصحية الهائلة واستعادة النظام الصحي في غزة ستكون مهمة معقدة وصعبة، نظرا لحجم الدمار والتعقيد التشغيلي والقيود التي ينطوي عليها الأمر”.
وفي حين أن هيئة الصحة التابعة للأمم المتحدة “مستعدة لتوسيع نطاق الاستجابة” لتلبية الاحتياجات الحيوية للإقليم، إلا أنها قالت في بيان لها إنه “من المهم إزالة العقبات الأمنية التي تعيق العمليات”.
وقالت المنظمة في بيان لها: “ستحتاج منظمة الصحة العالمية إلى ظروف على الأرض تسمح بالوصول المنهجي إلى السكان في جميع أنحاء غزة، مما يتيح تدفق المساعدات عبر جميع الحدود والطرق الممكنة، ورفع القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية”.
وحتى سريان الهدنة، كانت إسرائيل تتمتع بالسيطرة الكاملة على حجم وطبيعة المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة.
وحذرت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها من أن “التحديات الصحية المقبلة هائلة”، وقدرت تكلفة إعادة بناء النظام الصحي المتضرر في غزة في السنوات المقبلة “باستثمارات بالمليارات”.
وفي الأسبوع الماضي، قدرت منظمة الصحة العالمية الرقم بأكثر من 10 مليارات دولار.
وقالت منظمة الصحة العالمية: “فقط نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 لا تزال تعمل بشكل جزئي، وجميع المستشفيات تقريبًا تضررت أو دمرت جزئيًا، و38 بالمائة فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل”.
واستناداً إلى الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، قدرت منظمة الصحة العالمية حصيلة الحرب في غزة بأكثر من 46.600 قتيل وأكثر من 110.000 جريح.
وقدرت هيئة الأمم المتحدة أن ربع المصابين “يواجهون إصابات غيرت حياتهم وسيحتاجون إلى إعادة تأهيل مستمرة”.
وأضافت أنه يتعين إجلاء نحو 12 ألف شخص لتلقي العلاج العاجل في أماكن أخرى، في حين حذرت من أن تدمير البنية التحتية الصحية كان له آثار غير مباشرة.
كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء “انهيار النظام العام، الذي تفاقم بسبب تدخل العصابات المسلحة” في إيصال المساعدات إلى غزة.
