Logo

Cover Image for مرصد الشفافية والسياسات في السودان يحذر من “تلاشي آفاق السلام وتعقيدها”

مرصد الشفافية والسياسات في السودان يحذر من “تلاشي آفاق السلام وتعقيدها”


بورتسودان/جنيف/جدة/الخرطوم/الفاشر — قال الدكتور بكري الجاك المدني، الأستاذ وعضو تحالف القوى المدنية الديمقراطية (التقدم)، في تقرير لمرصد الشفافية وتتبع السياسات في السودان نشر يوم الاثنين إن محادثات جنيف وجدة المتوقفة تعكس الأزمة الإقليمية والداخلية الراسخة في السودان، والتي دخلت الحرب منذ 18 شهرًا. ويشير إلى أن “مفاوضات جنيف لم تحصل إلا على تعهدات إنسانية دون آليات إنفاذ، وهو ما يعكس القيود التي فرضها إعلان جدة في وقت سابق من هذا العام”.

ووفقا للأستاذ، فإن سلطات الأمر الواقع في بورتسودان تكثف جهودها من أجل الشرعية على الساحة الدولية، وتطالب بنقل السفارات من الخرطوم وتضغط من أجل إعادة السودان إلى الاتحاد الأفريقي.

ويقول المدني: “يحاول معسكر بورتسودان إيجاد موطئ قدم مشروع له”، مشيراً إلى أن السلطات فكرت في تشكيل حكومة مؤلفة من حلفاء سابقين للرئيس السوداني عمر البشير وشخصيات عسكرية. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة يمكن أن تثير استعداء قوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد فرص السلام.

ويحذر المدني من أن “هذه لعبة الشرعية قد تدفع قوات الدعم السريع إلى المطالبة بمطالبها كهيئة حاكمة”، مسلطًا الضوء على التأثير المحتمل على المفاوضات.

وقد اشتدت المواجهات العسكرية في الآونة الأخيرة، ولا سيما حول الجزيرة، والخرطوم، وسنار، والفاشر في شمال دارفور، مع استئناف القوات المسلحة السودانية عملياتها العدوانية بعد شهور من البقاء في موقف دفاعي.

ويوضح المدني أن هذا الظهور من جديد يمكن أن يعزز الموقف التفاوضي للقوات المسلحة السودانية أو يؤدي إلى هجوم مضاد مدمر من قبل قوات الدعم السريع. ويشير المدني إلى أنه “مع إعلان قوات الدعم السريع الأخير بوقف جميع المفاوضات، فإن احتمال توسيع الأعمال العدائية، وما ينتج عنها من أزمة إنسانية، يلوح في الأفق”.

ويشير تحليل المدني أيضًا إلى تطور مثير للقلق داخل الصراع: ظهور الميليشيات العرقية والألوية الجهادية المرتبطة بالقوات المسلحة السودانية، والتي تعود أصول العديد منها إلى جهاز المخابرات والأمن الوطني السابق.

وهو يسلط الضوء على الطبيعة العنصرية المتزايدة للصراع، وخاصة في شمال وشرق ووسط السودان، حيث “أصبحت تعبئة الميليشيات القبلية الآن روتينية، والتمييز العرقي آخذ في الارتفاع”.

وحذر من أن احتمال حدوث خلاف داخلي بين حلفاء بورتسودان، خاصة على أسس عرقية، آخذ في التزايد، واصفا هذه المرحلة بأنها “أخطر مرحلة حتى الآن، حيث تتشابك جذور الحرب مع العرق والأيديولوجية الدينية”.

قم بالتسجيل للحصول على النشرات الإخبارية المجانية AllAfrica

احصل على آخر الأخبار الإفريقية التي يتم تسليمها مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك

أوشكت على الانتهاء…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك.

لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الواردة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.

حدثت مشكلة أثناء معالجة إرسالك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقا.

وبالتأمل في الأشهر الثمانية عشر الماضية، يدعو المدني إلى اتباع نهج دولي وإقليمي موحد، بقيادة الاتحاد الأفريقي.

وحث على أن “اتباع نهج موحد بقيادة الاتحاد الأفريقي، إلى جانب المبادرات المدنية المحلية ضد خطاب الكراهية، أمر حيوي”، مشددا على دور الاتحاد الأفريقي والقادة المحليين في مكافحة الدعاية التي يقوم بها الجانبان.

ويقترح اتخاذ تدابير عاجلة، بما في ذلك إنشاء ممرات إنسانية محمية على طول الحدود مع مصر وجنوب السودان وتشاد، بدعم من قوة حفظ سلام أفريقية لضمان إنشاء مناطق مدنية آمنة.

ويختتم قائلاً: “ما لم ينفصل القادة السودانيون، إلى جانب الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، عن هذا المسار الحالي، فإن إراقة الدماء سوف تتصاعد”، داعياً إلى تحول استراتيجي في المفاوضات التي تدمج محادثات وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية منذ البداية.

ويرى المدني أن الطريق إلى الأمام يتطلب بذل جهود دبلوماسية وشعبية مرنة لمعالجة المظالم الأساسية للصراع والاحتياجات الإنسانية الفورية.

اقرأ تقرير الشفافية وتتبع السياسات في السودان كاملاً هنا: حرب السودان: تعثر المبادرات، وتصاعد القتال، وتغير طبيعة الحرب، وماذا بعد ذلك؟



المصدر


مواضيع ذات صلة