Logo

Cover Image for ليبيريا: تقرير وزارة الخارجية بشأن مناخ الاستثمار في ليبيريا

ليبيريا: تقرير وزارة الخارجية بشأن مناخ الاستثمار في ليبيريا


ألقى تقرير مناخ الاستثمار لعام 2024 الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية الضوء على المشهد الاستثماري في ليبيريا، حيث حدد الفرص الواعدة والتحديات الكبيرة التي يواجهها المستثمرون المحتملون. وعلى الرغم من القضايا المستمرة المتعلقة بالفساد والبنية الأساسية، فإن الموارد الطبيعية الغنية في ليبيريا وإمكانات النمو تمثل آفاقًا جذابة للمستثمرين في مختلف القطاعات.

ويبرز التقرير أن ليبيريا تقدم مجموعة من فرص الاستثمار، وخاصة في الموارد الطبيعية مثل التعدين والزراعة وصيد الأسماك والغابات. ويشير التقرير أيضًا إلى قطاعات متخصصة مثل الطاقة والاتصالات والأعمال الزراعية وتمويل المناخ والسياحة والخدمات المالية باعتبارها مجالات ناضجة للاستثمار.

ومع ذلك، يشدد التقرير على الحاجة الماسة إلى تطوير البنية الأساسية، مع التركيز بشكل خاص على توليد الكهرباء، والمطار الوطني، وشبكات النقل، بما في ذلك الطرق والجسور.

ويشير التقرير إلى أن اقتصاد ليبيريا، الذي عانى من أضرار جسيمة نتيجة لأكثر من عقد من الحروب الأهلية التي انتهت في عام 2003، بدأ يتعافى تدريجياً. ومع ذلك، لم تصل البلاد بعد إلى مستويات ما قبل الحرب من التنمية الاقتصادية. ويعتمد الاقتصاد بشكل كبير على الواردات لتلبية الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الوقود والملابس والأرز، وهو الغذاء الأساسي.

إن الناتج المحلي الإجمالي في ليبيريا من بين أدنى المعدلات على مستوى العالم، على الرغم من تسجيل نمو بنسبة 4.7% في عام 2023، مع توقعات تشير إلى زيادة بنسبة 5.3% في عام 2024، وفقًا للبنك الدولي. وتعهد الرئيس جوزيف ن. بواكاي الذي تولى منصبه حديثًا في يناير 2024 بمعالجة الفساد، ووضع سياسات تجارية أكثر قابلية للتنبؤ، وتحسين مناخ الاستثمار. ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه الوعود ستُنفذ بشكل فعال.

ويسلط التقرير الضوء على التحديات المستمرة، بما في ذلك انخفاض مؤشرات التنمية البشرية، وارتفاع تكلفة الكهرباء وعدم موثوقيتها، وسوء الطرق، وعدم كفاية الوصول إلى الإنترنت، وخاصة خارج المناطق الحضرية. ويظل الفساد يشكل عائقًا كبيرًا أمام الاستثمار والتنمية. وكشف مؤشر مدركات الفساد لعام 2023 لمنظمة الشفافية الدولية أن ترتيب ليبيريا انخفض من المرتبة 142 من أصل 180 دولة في عام 2022 إلى المرتبة 145 من أصل 180 دولة في عام 2023.

إن الافتقار إلى الثقة في القطاع المصرفي والقدرة المحدودة على الوصول إلى التمويل التجاري يؤديان إلى إجراء معظم المعاملات نقدًا. ويعمل البنك المركزي الليبيري والبنوك التجارية على الترويج لتبني الأموال عبر الهاتف المحمول، ولكن نظام الدفع الإلكتروني الوطني (NEPS) المخطط له منذ فترة طويلة لا يزال غير نشط، مما يتسبب في حدوث مشكلات في تكامل الأدوات المصرفية وقابليتها للتشغيل المتبادل.

ورغم هذه التحديات، فإن وفرة الموارد الطبيعية في ليبيريا ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المنتجة المحتملة توفر فرصاً استثمارية كبيرة. ورغم أن عدداً قليلاً من كبار أصحاب الامتيازات الدولية نجحوا في الاستثمار في الزراعة والتعدين، فإن عملية التفاوض على هذه الاتفاقيات مع الحكومة غالباً ما تكون مطولة ومسيسة، حيث تلجأ الشركات في بعض الأحيان إلى الرشوة.

رغم أن صناعة صيد الأسماك كانت أقل تطوراً تاريخياً مقارنة بمستويات ما قبل الحرب، فإنها تتمتع بإمكانات كبيرة للاستثمار، ولكنها تكافح من أجل تلبية المعايير الضرورية واقتصادات الحجم اللازمة لأسواق التصدير العالمية.

ويوضح التقرير النهج الذي تنتهجه الحكومة في التعامل مع الاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى أن هذا النهج يفتقر في كثير من الأحيان إلى التشجيع الاستباقي. ويشير قادة الأعمال إلى صعوبات في التعامل مع ممثلي الحكومة دون تقديم رشاوى. كما أن الإطار القانوني والتنظيمي الضعيف، والافتقار إلى الشفافية في منح العقود، والفساد المستشري، تشكل عوامل رادعة كبيرة. وكثيراً ما تتأثر القرارات الحكومية التي تؤثر على قطاع الأعمال بالمحسوبية السياسية وليس باعتبارات مناخ الاستثمار.

يجوز للكيانات الأجنبية والمحلية امتلاك وتأسيس شركات في العديد من القطاعات، على الرغم من أن ملكية الأراضي مقتصرة على الليبيريين، مع السماح لغير المواطنين بعقد عقود إيجار طويلة الأجل. تشرف لجنة الاستثمار الوطنية على الاستثمارات وتراقبها، ويحدد قانون الاستثمار لعام 2010 الحد الأدنى لعتبات الاستثمار الرأسمالي للمستثمرين الأجانب. يجب على الشركات التسجيل لدى سجل الأعمال الليبيري، وتتم مراجعة عقود الاستثمار من قبل لجنة الامتيازات الوزارية وأحيانًا وزارة الدولة للشؤون الرئاسية.

لدى ليبيريا معاهدات استثمار ثنائية مع فرنسا وألمانيا وسويسرا، وتتمتع بفرصة تفضيلية للوصول إلى السوق الأميركية بموجب نظام الأفضليات المعمم وقانون النمو والفرص في أفريقيا. ومع ذلك، لا توجد معاهدة ضريبية ثنائية مع الولايات المتحدة، على الرغم من وجود معاهدة بشأن أرباح الشحن والطائرات.

يتناول التقرير بالتفصيل النظام القانوني في ليبيريا، مشيرًا إلى أنه في حين يُطلب من الشركات الالتزام بالمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، فإن إنفاذ القوانين الوطنية والمعايير الدولية غير متسق. يعمل النظام القانوني بموجب القانون العام والقانون العرفي المحلي، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات متضاربة وتأخيرات. كما أن الافتقار إلى قوانين مكافحة الاحتكار والرقابة غير الفعّالة على المنافسة يزيد من تعقيد بيئة الأعمال.

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

إن حقوق الملكية محمية بموجب القانون الليبيري، ولكن تطبيق القانون ضعيف. إذ يجوز للأجانب استئجار الأراضي، ولكن ملكية الأراضي تظل مقتصرة على الليبيريين. كما أن تطبيق حقوق الملكية الفكرية ضعيف، حيث تحدث العديد من الانتهاكات علناً.

إن القطاع المالي في ليبيريا متخلف، حيث أن سوق رأس المال محدودة والقطاع المصرفي يواجه مشاكل السيولة وانخفاض ثقة الجمهور. ويتولى البنك المركزي الليبيري تنظيم هذا القطاع، ولكن العديد من المستثمرين الأجانب يفضلون الحصول على الائتمان من البنوك الأجنبية. وتسمح ليبيريا بإعادة الأموال إلى الوطن بنسبة 100% ولا تفرض أي قيود على النقد الأجنبي، رغم أن قطاعها المالي يظل عُرضة للصدمات.

ولا تمتلك ليبيريا صندوقاً للثروة السيادية أو أي كيان مماثل، وكثيراً ما تواجه الشركات المملوكة للدولة، والتي تغطي قطاعات مختلفة، دعوات للحل أو الخصخصة. ويخلص التقرير إلى أنه في حين تقدم ليبيريا فرصاً استثمارية كبيرة، فإن معالجة الفساد ونواقص البنية الأساسية ستكون حاسمة لتحقيق إمكاناتها الكاملة.



المصدر


مواضيع ذات صلة