اندلعت حالة من الغضب بين أرفع درجتين في كرة القدم الإنجليزية بعد ثغرة قانونية ضمنت إفلات ليستر سيتي من خصم النقاط، في ضربة أخرى لتطبيق الدوري الإنجليزي الممتاز لقواعد الربح والاستدامة.
كان النادي قد اتهم من قبل من قبل الدوري الممتاز بانتهاك الحد الأقصى البالغ 105 ملايين جنيه إسترليني في الخسائر على مدار ثلاثة مواسم حتى 2022-23، لكن تغيير ليستر للسنة المالية من 31 مايو إلى 30 يونيو 2023 بعد الموسم الذي هبط فيه شهد حكم لجنة الاستئناف بأنه خرج من اختصاص الدوري الإنجليزي الممتاز. وهذا يعني في الأساس أن النادي وقع في منطقة رمادية بين الدرجتين الأولى والثانية.
ورغم أن القرار نص على أنه “لا يوجد شيء غير ملائم” في طلب تغيير التواريخ المالية، حيث أبلغ النادي الدوري الإنجليزي الممتاز في وقت مبكر من مارس 2023، إلا أن الأمر أثار مشاعر قوية داخل الدرجتين الأولى والثانية.
وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز نفسها أنها “مندهشة وخائبة الأمل” بسبب القرار، لكن معظم الغضب كان بسبب تطبيق المسابقة للقواعد.
حتى أن بيان ليستر أشار إلى أن هيئة الاستئناف ــ التي يتألف اثنان منها من قضاة سابقين في محكمة الاستئناف ــ حددت “عيوباً” في صياغة القواعد.
وكان النادي واثقًا دائمًا من موقفه، حيث أبلغ رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في البداية أن طلب تغيير التواريخ كان “للاستفادة من نافذة الانتقالات الصيفية من أجل الوفاء بالالتزامات بموجب قواعد اللاعبين المحترفين”. وشدد بيان ليستر على مراعاة “الصياغة المستخدمة فعليًا في قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز (وفقًا للمبادئ الراسخة للقانون الإنجليزي)”.
القرار بمثابة ضربة للدوري الإنجليزي الممتاز (أرشيفية)
كان الموقف داخل النادي هو أنهم لم يطلبوا سوى تطبيق القواعد كما هي مكتوبة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تم طرح الحجة، فستُترك القواعد مفتوحة للتفسير. كما زعم ليستر داخليًا أنه يتعين عليهم التفكير في الامتثال في المستقبل.
ولكن هذا الأمر محل نزاع خاص من جانب كبار المسؤولين التنفيذيين في كرة القدم، الذين يشيرون إلى كيف رسخت قضية سابقة مع نادي شيفيلد وينزداي فكرة المنطق التجاري السليم في تطبيق مثل هذه القواعد. ومن المعروف أن هذا الأمر أثار غضب قيادات الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث عكست صياغة بيانهم الاعتقاد بأن القرار تجاهل حقيقة الموسم.
ولكن الغضب الذي ينتاب أندية الدرجتين الأولى والثانية يتركز في الدوري الإنجليزي الممتاز نفسه. وكما اشتكى أحد كبار المسؤولين في تصريحات خاصة: “لقد سُمح لهم بالهروب في الموسم الماضي والفوز ببطولة الدرجة الأولى”. وهناك إحباط من عدم بيع ليستر سيتي لعدد أكبر من لاعبيه بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية.
ورغم أن هذا القرار أثار بعض الغضب في النادي، فإن العديد من المنافسين يتفقون في النهاية على وجهة نظر مفادها أن القرار كشف عن “عيوب”. وقارن مسؤولون قانونيون في مجال كرة القدم القرار بشكل غير موات بقواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التي يُنظر إليها على أنها أكثر إحكاما، وخاصة في قضايا مثل “محيط الإبلاغ”. ويشمل هذا قضايا مثل بيع تشيلسي لأصوله لشركات أخرى يملكها أو ترسيم الحدود بين مانشستر سيتي ومجموعة سيتي لكرة القدم.
أعربت بعض الأندية عن إحباطها لأن الدوري الإنجليزي الممتاز لم يستجب للنصيحة المتكررة بإنشاء لجان ووحدات مستقلة للتعامل مع مثل هذه الحالات، بحجة أن ذلك كان ليمنع وقوع مثل هذه الحالات. ولدى كل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والدوري الإنجليزي لكرة القدم لجان كهذه.
وهذا يشير أيضاً إلى العواقب الأعظم لهذه القضية من حيث “المعنى”. ورغم أن مبادئ المسؤولية الاجتماعية للشركات لم تتعرض للطعن، فقد تحدث المسؤولون التنفيذيون عن الكيفية التي ستراقب بها الأندية الأخرى التي واجهت تحقيقات ــ مثل مانشستر سيتي وإيفرتون وتشيلسي ونوتنجهام فورست ــ هذه القضية باهتمام شديد.