نزوح نحو 100 ألف فلسطيني من دير البلح خلال يومين (غيتي)
أعلنت بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، اليوم السبت، أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتتالية أدت إلى نزوح نحو 100 ألف فلسطيني من المدينة خلال يومين.
وأضافت البلدية أن 20 مركز إيواء خرجت عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء المتكررة.
وواصلت إسرائيل إجبار الفلسطينيين على الانتقال من منطقة إلى أخرى بموجب أوامر الإخلاء منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أصدرت إسرائيل في الفترة ما بين 1 يوليو/تموز و21 أغسطس/آب 16 أمر إخلاء، مما أدى إلى تهجير حوالي 213 ألف فلسطيني قسراً.
وتشير بيانات الأمم المتحدة أيضاً إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص في غزة نزحوا بسبب الهجمات الإسرائيلية، وتشير إلى أن معظم الفلسطينيين في غزة مجبرون على الانتقال مرة واحدة على الأقل شهرياً.
وقالت منظمات إغاثة دولية إن استمرار نزوح الفلسطينيين يعيق عمليات الإغاثة الطارئة، حيث لم يعد لدى المدنيين منطقة آمنة.
وقد تم استخدام مدينتي دير البلح وخانيونس طوال فترة الحرب كمواقع رئيسية لتخزين إمدادات المساعدات الأساسية.
وتعني أوامر الإخلاء القسري أن موظفي الإغاثة وفرق خدمات الطوارئ فقدوا القدرة على الوصول إلى مستودعات المساعدات والإمدادات.
وذكرت صحيفة العربي الجديد، الشقيقة لصحيفة العربي الجديد، أن نحو 17 مؤسسة صحية تأثرت بالقصف وأوامر الإخلاء في الفترة من 8 إلى 17 آب/أغسطس.
وتعني الأوامر أيضاً أن حملات التطعيم الحيوية التي تستهدف انتشار شلل الأطفال سوف تتأثر أيضاً. فقد أصيبت طفلة تبلغ من العمر عشرة أشهر بشلل الأطفال في غزة مؤخراً، لتصبح أول حالة في القطاع منذ أكثر من 25 عاماً، وأصيبت بالشلل نتيجة لذلك.
قالت الدفاع المدني في غزة، السبت، إن الجيش الإسرائيلي قلص مساحة المنطقة الإنسانية المخصصة منذ بداية الحرب من 230 كيلومترا مربعا إلى 35 كيلومترا مربعا.
وقال متحدث باسم الدفاع المدني إن القوات الإسرائيلية أجبرت منذ الغزو البري لغزة في نوفمبر/تشرين الثاني مئات الآلاف من المدنيين في شمال غزة على الفرار إلى المناطق الجنوبية، بزعم أنها مناطق آمنة.
وأضاف المتحدث أن المساحة تقلصت من 63% من القطاع إلى 38.8% من القطاع بحلول ديسمبر/كانون الأول.
وبحلول شهر مايو/أيار، عندما غزت القوات الإسرائيلية رفح، تقلصت مساحة المنطقة إلى 20% من القطاع. ثم تقلصت إلى 16.4% من القطاع بحلول منتصف يونيو/حزيران.
وفي الوقت الحالي، قلص الجيش الإسرائيلي المنطقة الآمنة الإنسانية إلى 35 كيلومترا مربعا، وهو ما يعادل 9.5 في المائة من إجمالي مساحة القطاع.
وفي كل مرة يتم فيها تقليص مساحة المنطقة، يفقد الفلسطينيون القدرة على الوصول إلى الأراضي الزراعية والطرق والشوارع والخدمات الأساسية ومناطق اللجوء الآمنة.
لقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل 40.334 فلسطينياً منذ أكتوبر/تشرين الأول وإصابة ما لا يقل عن 93.356 آخرين في نفس الفترة الزمنية. وقد أدى القصف إلى تدمير أجزاء كبيرة من القطاع، مما جعل البنية الأساسية والخدمات الأساسية غير صالحة للاستخدام.