بيروت تعاني من ليلة أخرى من القصف الإسرائيلي العنيف على المدينة (غيتي/صورة أرشيفية)
أضاءت كرة نارية ضخمة السماء وتصاعدت أعمدة من الدخان فوق بيروت يوم الأحد في الوقت الذي شنت فيه إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت الضواحي الجنوبية للمدينة، بعد مرور ما يقرب من عام على اندلاع حرب غزة.
دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار بعد أن ضربت ضربة أخرى الضاحية الجنوبية للعاصمة.
فبعد صراع مدمر دام عاماً كاملاً في غزة، حولت إسرائيل الآن تركيزها شمالاً نحو حزب الله، حليف حماس في لبنان.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان إن جنوب بيروت تعرض لأكثر من 30 ضربة سمع صوتها في جميع أنحاء المدينة. وتعرضت محطة بنزين ومستودع للإمدادات الطبية للقصف.
وقال مهدي زعيتر (60 عاما) وهو صاحب متجر “الضربات كانت بمثابة زلزال”.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه ضرب منشآت تخزين الأسلحة والبنية التحتية أثناء اتخاذ إجراءات “للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين”.
وأظهرت لقطات تلفزيونية لوكالة فرانس برس كرة نارية ضخمة فوق منطقة سكنية، أعقبها دوي قوي وانفجارات ثانوية. ولا يزال الدخان يتصاعد من الموقع بعد الفجر.
وفي منطقة صبرا قرب الضاحية الجنوبية، فر العشرات من الأشخاص، بعضهم يحمل حقائبه سيراً على الأقدام والبعض الآخر على الدراجات النارية، من واحدة من أعنف عمليات القصف التي شنتها إسرائيل على لبنان.
وقال حزب الله إنه استهدف بالمدفعية قوات إسرائيلية بعد محاولتها التسلل باتجاه خلة شعيب في البليدا جنوب لبنان.
وقال بيان إن مقاتلين أطلقوا صواريخ على القوات الإسرائيلية أثناء إجلاء “الجنود القتلى والجرحى” في منطقة المنارة الحدودية بعد منتصف الليل.
وقال حزب الله أيضا إنه أطلق طائرات مسيرة هجومية على قاعدة عسكرية إسرائيلية.
“كابوس لا ينتهي”
قبل الذكرى السنوية الكئيبة التي تحل يوم الاثنين، تستمر الحرب الإسرائيلية في غزة على الرغم من تحول التركيز إلى لبنان.
وقال الجيش يوم الأحد إنه حاصر منطقة جباليا في شمال غزة بعد مؤشرات على أن حماس تعيد بناء نفسها رغم القتال المستمر منذ نحو عام.
وقال الجيش إنه قتل نحو 440 من مقاتلي حزب الله في لبنان “من الأرض ومن الجو” منذ يوم الاثنين عندما بدأت القوات عمليات برية “مستهدفة” ضد حزب الله.
وقال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن لبنان “يواجه أزمة رهيبة” وحذر من أن “مئات الآلاف من الأشخاص أصبحوا معدمين أو نزحوا بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية”.
وقالت المرافق إن القصف الإسرائيلي أدى إلى خروج أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان عن الخدمة.
قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان إنها رفضت طلبا من الجيش الإسرائيلي “لنقل بعض مواقعنا” في جنوب لبنان.
جدد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، الذي يزور دمشق اليوم السبت بعد زيارة بيروت، دعوته لوقف اطلاق النار في كل من غزة ولبنان، وهدد اسرائيل برد فعل “أقوى” على أي هجوم على إيران.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الوقت قد حان “لكي نتوقف عن تسليم الأسلحة للقتال في غزة” وانتقد قرار إسرائيل إرسال قوات برية إلى لبنان.
وحاول الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون دون جدوى طوال أشهر التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي سيشمل انسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب وعودة الأسرى المتبقين المحتجزين في غزة.
أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم الأحد، أن غارة إسرائيلية على مسجد تحول إلى ملجأ في وسط دير البلح أدت إلى مقتل 26 شخصا.
وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل ما لا يقل عن 41825 شخصًا في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقًا للأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها موثوقة.
وقبل ذكرى السابع من أكتوبر، انضم الآلاف إلى المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن وباريس وكيب تاون ومدن أخرى.
