Logo

Cover Image for عمدة فرنسي يغلق منطقة المشجعين المغاربة بسبب أغنية “الصحراء المغربية”

عمدة فرنسي يغلق منطقة المشجعين المغاربة بسبب أغنية “الصحراء المغربية”


تدعي كل من المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر السيادة على المنطقة. ولا تعترف الأمم المتحدة بأي منهما. (جيتي)

أغلق عمدة فرنسي منطقة مشجعين مغاربة في الأولمبياد بعد أداء أشاد بموقف “مؤيد للمغرب” فيما يتعلق بالصحراء الغربية، في الوقت الذي انخرطت فيه الطبقة السياسية في باريس في لعبة شد الحبل السياسية بشأن التحول الأخير للرئيس إيمانويل ماكرون لدعم سيطرة الرباط على المنطقة المتنازع عليها.

في الأول من أغسطس/آب، قدمت المغنية الصحراوية المغربية سعيدة شرف أغنيتها المميزة “ماني”، وهي أنشودة صحراوية تقليدية مستوحاة من المشجعين المغاربة في منطقة المشجعين الأولمبية في ليل سان دوني في فرنسا.

وخلال العرض، أشادت بـ “الصحراء المغربية” وأشادت بماكرون لتأييده الأخير لخطة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط للصحراء الغربية، والتي تعني استيعابها “في إطار السيادة المغربية”.

بعد أداء شرف، صعد محمد جنابالي، عمدة ليل سان دوني، إلى المسرح وأعلن أن الأداء انتهك قواعد “الحياد” و”عدم السياسة” في منطقة المشجعين.

وواجه جنابالي صعوبة في سماع صوته وهو يرتدي قميص المغرب وسط صيحات الاستهجان والهتافات التي تحمل شعار “الصحراء المغربية” من الجماهير.

وردا على ما اعتبره “تقاعسا” و”غياب الأعذار” من جانب الممثلين المغاربة، قرر رئيس البلدية ذو التوجه اليساري إغلاق المنطقة المغربية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أعلنت المدينة يوم الأحد 4 أغسطس عن إنهاء اتفاقية الإيجار مع السفارة المغربية لموقع Station Afrique – منطقة المشجعين المخصصة للاحتفال بالرياضيين والفنانين والثقافات الأفريقية خلال الألعاب الأولمبية والبارالمبية.

الصراعات الداخلية في السياسة الفرنسية

وأدانت القنصلية المغربية هذه الخطوة ووصفتها بأنها “أحادية الجانب وتعسفية”، معتبرة أن تعليقات المغنية كانت “تعبيرا عفويا” عن الفرح بقرار ماكرون وليس خرقا لحياد الحدث.

في 30 يوليو/تموز، صادقت باريس رسميا على خطة الحكم الذاتي المغربية للمنطقة المتنازع عليها، وأعلنت أن “حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يقعان في إطار السيادة المغربية”.

وتزعم كل من المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر السيادة على المنطقة، لكن الأمم المتحدة لا تعترف بأي منهما.

لقد أثار موقف ماكرون الجديد بشأن الصحراء الغربية توترات داخل النخبة السياسية الفرنسية. فقد انتقدت الأحزاب اليسارية، التي كانت متحالفة تقليديا مع الجزائر، قرار ماكرون ووصفته بأنه “اختيار فردي”. ومن بين هذه الأحزاب حزب غنابالي، “الخضر”.

لقد جاء حزب ماكرون في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وبالتالي، فإنه من المقرر أن يعين رئيس وزراء جديدا من الجبهة الشعبية الجديدة (NFP) – التحالف اليساري الواسع الذي فاز في الانتخابات المبكرة في يوليو.

وشبه العديد من المعلقين قرار ماكرون باعتراف ترامب في اللحظة الأخيرة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية. وقد اتخذ ترامب هذه الخطوة في أيامه الأخيرة في منصبه. وتمسك بايدن بالموقف لكنه لم يف بوعوده الرئيسية، مثل فتح قنصلية في الصحراء.

وقد أدى اعتراف ماكرون بالفعل إلى زعزعة استقرار حزب الجبهة الوطنية التقدمية، الذي يعاني تحت ضغط اختيار رئيس وزراء جديد من التحالف اليساري الأخضر المكون من أربعة أحزاب.

وقد أعرب الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي الفرنسي والبيئيون -أعضاء الجبهة الوطنية للحريات السياسية- عن معارضتهم للموقف الفرنسي الجديد.

في هذه الأثناء، لم يعلق حزب فرنسا المتمردة (LFI)، الحزب الأكثر نفوذاً في التحالف، حتى الآن. ويُعرف زعيم الحزب جان لوك ميلينشون، المولود في طنجة بالمغرب، بدعمه للسيادة المغربية، على عكس معظم رفاقه في الحزب.

وقد رد بعض أعضاء تحالف اليسار الفرنسي بشكل فردي، ملمحين إلى خلاف محتمل داخل الحزب والتحالف بشأن اتخاذ موقف موحد بشأن هذه القضية.



المصدر


مواضيع ذات صلة