Logo

Cover Image for عائلة فلسطينية تتذكر شابا من غزة مصابا بمتلازمة داون قتلته إسرائيل

عائلة فلسطينية تتذكر شابا من غزة مصابا بمتلازمة داون قتلته إسرائيل


منذ العثور على ابنها ميتاً على الأرض بعد أن نهشه كلب تدريب أطلقه جنود إسرائيليون الأسبوع الماضي، تكافح نبيلة بحر (70 عاماً) للعودة إلى منزلها في حي الشجاعية بغزة.

كان محمد بحر (24 عاماً)، المصاب بمتلازمة داون، يحظى بمكانة خاصة في قلب والدته، التي وصفته بأنه “بريء” وأنه شخص لا يتكلم إلا بكلمات قليلة.

وفي الرابع من يوليو/تموز، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنزل الذي كانوا يحتمون فيه، الواقع شرقي مدينة غزة، وأطلقت الكلاب على محمد.

وقال بحر لـ”العربي الجديد”: “غرز الكلب أنيابه في صدره ثم في كتفه، ورأيت نافورة من الدماء تخرج منه وهو يحاول إبعاد الكلب عنه بلا حول ولا قوة”.

وتقول إن ابنها كان حنونًا للغاية، على الرغم من أنه لم يتحدث كثيرًا، وإن أبنائها الآخرين تعرضوا للضرب بالبنادق أثناء الهجوم، وأُمروا بمغادرة المنزل أو تم اعتقالهم.

وبعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من المنزل بعد حوالي أسبوع، عاد بعض أفراد العائلة ليشاهدوا جثة محمد متحللة على الأرض.

وقالت بهار “كان محمد ينادي الجميع بعبارة 'عزيزي'، حتى أنه قال للكلب 'عزيزي، من فضلك توقف' عندما هاجمه”، مضيفة أن هذا المشهد لن تتمكن من نسيانه.

عندما كان محمد في الرابعة من عمره، أوضحت بهار أنها أرسلته إلى مركز لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، معتقدة أن ذلك سيساعده على التطور بشكل أكبر.

ومع ذلك، كان يعود كل يوم منزعجًا، وجسده مغطى بالكدمات الناجمة عن الأطفال الآخرين.

وأضافت “تم وضعه في قسم خاص بالأطفال المصابين بالتوحد، وقلت لهم إن طفلي لا يعاني من التوحد، لكنهم لم يهتموا، وبدأت ألاحظ تدهور مستواه العقلي ولم يعد يتكلم سوى بضع كلمات، فأخرجته من المركز واعتنيت به في المنزل”.

كان محمد محاطًا بإخوته في المنزل، وكان يحظى بالرعاية والاهتمام، وكان يستمتع بالرقص والطعام واللعب مع الآخرين.

“كان يضحك بلا سبب ويبكي بلا سبب، هكذا كان محمد، بريئاً ويحب الحياة، إذا عامله أحد بلطف أحبه وناداه “عزيزي”، وإذا عامله أحد بقسوة ابتعد عنه بغضب ولم يتحدث معه على الإطلاق”، هكذا قال شقيقه الأكبر ميكائيل (42 عاماً).

ولم يذهب محمد إلى المدرسة أبدًا بسبب الصدمة التي تعرض لها عندما كان في المركز، واختارت والدته بدلاً من ذلك تعليمه في المنزل.

لا تزال بهار تعاني من صدمة مقتل ابنها، حيث تقول إنها لم تتمكن من دفنه أو إقامة جنازة لائقة له.

وحتى قبل بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شعرت العائلة بتأثير الهجمات الإسرائيلية على غزة.

قُتل زوج بهار عام 2002 برصاص الاحتلال في منطقة المنطار، وكان محمد حينها في الثانية من عمره، وأُجبرت على تربية أطفالها التسعة بمفردها، كما هُجِّرت قسراً عدة مرات.

“كان محمد هو المفضل لدى الجميع. كان الجميع يحبونه ويعاملونه بلطف. وكانوا يحرصون على إحضار الطبيب إلى المنزل إذا مرض حتى لا يضطر إلى الذهاب إلى المستشفى”، كما قال مايكل.

في حين لا يزال بعض أشقاء محمد معتقلين لدى القوات الإسرائيلية، فإن آخرين منهم يتصارعون مع ذكراه.

وأضاف ميكائيل “محمد هو بركة البيت، كان دائما مبتسما وسعيداً، لم أستطع وداعه لأنني نازحة إلى جنوب قطاع غزة.. لقد تحطم قلبي عندما علمت بما حدث”.



المصدر


مواضيع ذات صلة