الرئيس الأمريكي جو بايدن (يمين) يلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 15 أبريل 2024. (أ ف ب)
كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن الموعد الرسمي لانتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق سيتم الإعلان عنه قريباً، وهو ما يمثل نقطة تحول مهمة في انتقال البلاد من سنوات الصراع إلى فترة من الاستقرار.
وقال السوداني في مقابلة خاصة مع وكالة بلومبيرغ: “سنعلن انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق خلال مشاركتنا في المؤتمر الدولي ضد داعش”، مؤكدا أن هذا القرار جزء مهم من أجندة الحكومة الأوسع.
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن مبرر وجود التحالف لم يعد قائما، مؤكدا أن العراق لم يعد بحاجة إلى دعم 86 دولة، مشيرا إلى أن تنظيم داعش لم يعد يشكل تهديدا كبيرا بعد هزيمته. وأعرب السوداني عن امتنانه لقوات التحالف وحلفاء العراق الدوليين لدورهم الحيوي في التغلب على داعش.
وتحدث رئيس الوزراء عن الحوار الجاري مع التحالف والذي يتضمن مناقشات موسعة حول نتائج المهمة. كما أكد على أهمية العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن العراق يحترم السياسة الداخلية الأميركية والإدارة الحالية. وشدد على أهمية تنفيذ الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين لتعزيز العلاقة المستقرة في المستقبل.
وتحدث السوداني عن لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن، حيث ناقش الزعيمان مستقبل وجود التحالف في العراق. وتعمل لجنة عسكرية مشتركة، تشكلت في أغسطس/آب 2023، على وضع استراتيجية للخروج وتوصلت إلى تفاهم متبادل بشأن الانسحاب. ومع ذلك، سيتم الإعلان الرسمي في المؤتمر الدولي لمكافحة داعش لمنع أي سوء تفاهم.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى موقف العراق الحساس في السياسة الإقليمية، مؤكداً على العلاقات الفريدة التي تربط العراق بكل من الولايات المتحدة وإيران. وسلط الضوء على دعم إيران في هزيمة داعش وجهود العراق لسد الخلافات بين البلدين.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزه العراق نحو الاستقرار، فإن التوترات الإقليمية لا تزال قائمة. ومن بين القضايا الرئيسية نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران، وخاصة قوات الحشد الشعبي، التي تشكلت في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ورغم اندماج هذه الجماعات شبه العسكرية الشيعية في قوات الأمن العراقية، فإنها تظل قوية سياسيا وعسكريا، وغالبا ما تعمل بشكل مستقل عن قيادة السوداني. وقد هاجمت الميليشيات أحيانا قواعد عراقية تستضيف قوات التحالف، وشاركت في استهداف المصالح الإسرائيلية تحت راية “المقاومة الإسلامية في العراق”.
أعلنت المقاومة الإسلامية مؤخراً مسؤوليتها عن هجوم على وادي الأردن في إسرائيل. وفي ظل تخطيط إسرائيل لشن عمل عسكري محتمل ضد حزب الله في لبنان، تعهدت الميليشيات العراقية بالدفاع عن حزب الله إذا اندلعت الحرب في جنوب لبنان.
ومن المحتمل أن تؤثر هذه التحولات الجيوسياسية على استقرار العراق والجدول الزمني لانسحاب قوات التحالف. ورغم أن العراق انتقل إلى حد كبير إلى السلام، فإن التهديد بتجدد الصراع الإقليمي يظل يشكل عاملاً حاسماً في مستقبل البلاد.