رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، على اليمين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتصافحان بعد مؤتمر صحفي مشترك في فيلا دوريا بامفيلج في روما، الاثنين 16 سبتمبر 2024. (فيل نوبل / بول فوتو عبر وكالة أسوشيتد برس) فيل نوبل / أسوشيتد برس

أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بنظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني يوم الاثنين 16 سبتمبر لجهودها في الحد من الهجرة غير الشرعية، قائلاً إن “حكومته البراغماتية” تسعى إلى إيجاد نهج جديدة للموضوع الساخن.

في أول زيارة له إلى إيطاليا منذ الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال اليساري الوسطي في يوليو/تموز، أعرب ستارمر عن اهتمامه بسياسات الهجرة التي ينتهجها زعيم اليمين المتطرف ميلوني – بما في ذلك خطط تشغيل مراكز المهاجرين التي تديرها إيطاليا في ألبانيا – وشدد على أهمية التعاون عبر الحدود.

وقال ستارمر لميلوني خلال مؤتمر صحفي مشترك في روما: “لقد أحرزتم تقدمًا ملحوظًا في العمل مع البلدان الواقعة على طول طرق الهجرة على قدم المساواة لمعالجة دوافع الهجرة في المصدر والتصدي للعصابات”. وأضاف ستارمر، الذي تعهد بمكافحة الهجرة غير الشرعية في الداخل: “نتيجة لذلك، انخفضت أعداد الوافدين غير النظاميين إلى إيطاليا عن طريق البحر بنسبة 60٪ منذ عام 2022”.

اقرأ المزيد للمشتركين فقط استمرار حوادث غرق القوارب الصغيرة في القناة الإنجليزية

جاءت زيارته، التي قام خلالها بجولة في مركز تنسيق الهجرة الوطني برفقة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، بعد يوم من غرق سفينة المهاجرين الأخيرة في القناة والتي أودت بحياة ثمانية أشخاص. وبهذا الحادث الأخير يرتفع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ البريطانية إلى 46 شخصًا.

رفض ستارمر خطة الحكومة المحافظة السابقة لطرد جميع المهاجرين غير المسجلين إلى رواندا أثناء فحص طلبات لجوئهم. وقال إنه بصفته المدعي العام السابق، رأى قيمة التعاون عبر الحدود في مكافحة الإرهاب. وقال: “ولم أقبل أبدًا … أننا لا نستطيع أن نفعل الشيء نفسه مع عصابات التهريب”. “والآن بالطبع أظهرت إيطاليا أننا قادرون على ذلك”.

في بريطانيا، شكلت الرحلات الخطيرة عبر القنال الإنجليزي التي يحاول المهاجرون القيام بها من شمال فرنسا مشكلة صعبة للغاية للحكومات المتعاقبة. ففي يوم السبت، عبر نحو 800 شخص القنال الإنجليزي ــ وهو ثاني أعلى رقم منذ بداية العام، وفقا لوزارة الداخلية البريطانية.

‘البراغماتية’

وقال ستارمر إنه ناقش مع نظيره الإيطالي اتفاقا وقعته روما مع ألبانيا في نوفمبر/تشرين الثاني لفتح مركزين تديرهما إيطاليا لإيواء المهاجرين غير المسجلين أثناء معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم. وعندما سُئل مباشرة عما إذا كان سيفكر في مثل هذه الخطة لبريطانيا، أشار ستارمر إلى أن المركزين لم يعملا بعد و”لا نعرف النتيجة بعد”.

وقال ستارمر إن انخفاض أعداد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا يرجع حاليًا إلى جهود ميلوني، في إشارة إلى الصفقات التي أبرمتها إيطاليا مع تونس وليبيا حيث يتم توفير التمويل مقابل المساعدة في وقف رحيل المهاجرين المتجهين إلى إيطاليا. وقال: “لطالما جادلت بأن منع الناس من مغادرة بلادهم في المقام الأول أفضل بكثير من محاولة التعامل مع أولئك الذين وصلوا إلى أي من بلداننا”.

اقرأ المزيد للمشتركين فقط حطام السفن في القناة الإنجليزية: “سيكون من العدل أن يتدخل البريطانيون في إدارة تدفقات الهجرة”

وقال “اليوم كان عودة، إذا صح التعبير، إلى البراجماتية البريطانية. نحن براجماتيون في المقام الأول وقبل كل شيء، وعندما نرى تحديًا، فإننا نتناقش مع أصدقائنا وحلفائنا حول النهج المختلفة التي يتم اتباعها”.

وبموجب خطة إيطاليا مع ألبانيا بشأن المهاجرين، سيتم إعادة المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية، في حين سيتم منح أولئك الذين تم قبول طلباتهم حق الدخول إلى إيطاليا. ولكن بموجب خطة الحكومة البريطانية السابقة بشأن رواندا، لم يكن من الممكن للمهاجرين الذين تم إرسالهم إلى الدولة الواقعة في شرق أفريقيا أن يستقروا في بريطانيا بغض النظر عن نتيجة طلبهم.

وكان من المفترض أن يفتح مركزا الهجرة في ألبانيا أبوابهما في أوائل أغسطس/آب، ولكن تم تأجيل افتتاحهما، حيث قالت ميلوني يوم الاثنين إن الأمر يتعلق “ببضعة أسابيع”.

انخفاض عدد المهاجرين الوافدين

وقد أثارت زيارة ستارمر إلى إيطاليا بالفعل انتقادات، حتى داخل حزبه. وقال النائب العمالي كيم جونسون لصحيفة الغارديان إنه “من المزعج أن يسعى ستارمر إلى تعلم الدروس من حكومة فاشية جديدة، وخاصة بعد أعمال الشغب المناهضة للاجئين والإرهاب العنصري اليميني المتطرف الذي اجتاح بريطانيا هذا الصيف”.

4 مشتركين فقط لامبيدوزا، الجزيرة التي تقع بين عالمين

وبالإضافة إلى الاتفاق مع تونس، جددت حكومة ميلوني اليمينية المتشددة اتفاقا مثيرا للجدل مع الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس يعود تاريخه إلى عام 2017، حيث تقدم روما التدريب والتمويل لخفر السواحل الليبي للمساعدة في ردع مغادرة المهاجرين، أو إعادة أولئك الموجودين بالفعل في البحر إلى ليبيا.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هذه السياسة تدفع آلاف المهاجرين إلى العودة إلى ليبيا لمواجهة التعذيب والانتهاكات تحت الاحتجاز التعسفي. ووفقا لوزارة الداخلية، انخفض عدد المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا عن طريق البحر بشكل ملحوظ. ففي الفترة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 13 سبتمبر/أيلول، وصل 44675 شخصا إلى إيطاليا مقارنة بـ 125806 في نفس الفترة من عام 2023.

وفي الوقت نفسه، انخفض عدد المهاجرين العابرين عبر حدود الاتحاد الأوروبي بنسبة 39%، وفقًا لوكالة الحدود فرونتكس. لكن الخبراء يقولون إن هناك عوامل متعددة وراء هذه الاتجاهات، حيث قام العديد من المهاجرين الساعين إلى دخول الاتحاد الأوروبي بتغيير طريقهم. وقالت فرونتكس إن عمليات العبور عبر القناة ارتفعت بنسبة 13% هذا العام.

اقرأ المزيد للمشتركين فقط “يجب على الحكومة تسليط الضوء على الممارسات المتبعة على الحدود بين فرنسا والمملكة المتحدة”

لوموند مع وكالة فرانس برس

إعادة استخدام هذا المحتوى



المصدر