أصدر زعيم دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، عفواً عن 57 مواطناً بنجلاديشياً أدينوا في محاكمات سريعة بشأن تورطهم في الاحتجاجات في الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية بشأن الاضطرابات في بلدهم الأصلي.
وجاء قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاكم أبوظبي بعد اتصال هاتفي أجراه الأسبوع الماضي مع رئيس وزراء بنغلاديش المؤقت الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس. وتولى يونس رئاسة بنغلاديش بعد أن أجبر المتظاهرون رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الفرار من البلاد.
وتسلط الاعتقالات الضوء على القوانين الصارمة التي تجرم حرية التعبير والاحتجاج العام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولم تذكر وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) رقما لعدد البنغاليين الذين تم العفو عنهم، لكنها قالت إن الأمر يتعلق بمن شاركوا في “احتجاجات واضطرابات في عدة إمارات” في يوليو/تموز.
وقالت وكالة أنباء الإمارات “وام” إن “القرار يتضمن إلغاء أحكام المحكوم عليهم وإبعادهم عن البلاد”.
وفي بنغلاديش، نقلت وكالة أنباء بنغلاديش سانجباد سانجستا التي تديرها الدولة عن مستشار ليونس قوله إن جميع البنغاليين الـ57 الذين تم اعتقالهم ومحاكمتهم سيعودون إلى البلاد قريبا.
وفي يوليو/تموز، حكمت محكمة الاستئناف الاتحادية في أبو ظبي على 53 مواطناً من بنغلاديش بالسجن لمدة 10 سنوات وعلى آخر بالسجن لمدة 11 عاماً. وحُكم على ثلاثة آخرين بالسجن مدى الحياة في الإمارات، وهي اتحاد يحكمه نظام استبدادي يتألف من سبع إمارات.
واتهم الادعاء الرجال “بالتجمع في مكان عام والاحتجاج ضد حكومتهم الأصلية بقصد التحريض على الاضطرابات”، وعرقلة إنفاذ القانون، والتسبب في إيذاء الآخرين وإتلاف الممتلكات.
ووصفت هيومن رايتس ووتش الرجال بأنهم “اعتقلوا تعسفيا وأدينوا وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة … بناء على مشاركتهم في المظاهرات السلمية”.
جاءت الاحتجاجات في الإمارات العربية المتحدة بعد أسابيع من المظاهرات في بنغلاديش من قبل أشخاص غاضبين من نظام الحصص الذي خصص ما يصل إلى 30٪ من الوظائف الحكومية لأقارب المحاربين القدامى الذين قاتلوا في حرب استقلال بنغلاديش عام 1971. وفي أواخر يوليو / تموز، قلصت المحكمة العليا في البلاد النظام المثير للجدل.
وفي الخامس من أغسطس/آب، استقالت حسينة، التي حكمت البلاد لمدة 15 عاما، وهربت من بنغلاديش مع تصاعد الاحتجاجات.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أسابيع من الاحتجاجات العنيفة والقمع الذي شنته حسينة أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص.
إن أغلب وسائل الإعلام المحلية الكبرى إما مملوكة للدولة أو تابعة لها. كما تجرم القوانين الاحتجاجات القليلة التي ينظمها العمال الأجانب.
لا يشكل الإماراتيون سوى 10% من سكان الإمارات، الذين يتجاوز عددهم 9.2 مليون نسمة. أما الباقون فهم من المغتربين، وكثير منهم من العمال ذوي الأجور المنخفضة الذين يسعون إلى إرسال الأموال إلى عائلاتهم في أوطانهم. وتشير التقديرات إلى أن البنغاليين يشكلون ثالث أكبر جالية مغتربة في الإمارات، بعد الهنود والباكستانيين.