السيناتور بوب مينينديز يغادر المحكمة الفيدرالية في نيويورك، الثلاثاء 16 يوليو 2024. SETH WENIG / AP
أدين السيناتور الأمريكي بوب مينينديز يوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز بجميع التهم التي واجهها في محاكمته بالفساد، بما في ذلك قبول رشاوى في صورة ذهب ونقود من ثلاثة رجال أعمال من نيوجيرسي والعمل كعميل أجنبي للحكومة المصرية.
وجاء حكم هيئة المحلفين بعد محاكمة استمرت تسعة أسابيع، قال فيها ممثلو الادعاء إن الديمقراطي أساء استخدام سلطات منصبه لحماية حلفائه من التحقيقات الجنائية وإثراء زملائه، بما في ذلك زوجته، من خلال أفعال شملت الاجتماع مع مسؤولين استخباراتيين مصريين ومساعدة ذلك البلد في الوصول إلى ملايين الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وبينما كان القاضي ينطق بالحكم في المحكمة، كان مينينديز (70 عاما) ينظر إلى هيئة المحلفين في بعض الأحيان، حيث بدا وكأنه يضع علامة على وثيقة أمامه. وبعد ذلك، جلس مستندا بذقنه إلى يديه المغلقتين، ومرفقيه على الطاولة.
ولم يدل مينينديز بشهادته في المحاكمة، لكنه أصر علناً على أنه كان يؤدي وظيفته فقط كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وقال إن سبائك الذهب التي عثر عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي في منزله في نيوجيرسي كانت مملوكة لزوجته نادين مينينديز. وقد وجهت إليها أيضاً اتهامات ولكن محاكمتها تأجلت حتى تتمكن من التعافي من جراحة سرطان الثدي. وقد دفعت ببراءتها.
اقرأ المزيد للمشتركين فقط في تجمع حاشد في مصنع سيارات في ديترويت، أطلق ترامب معركة للفوز بأصوات العمال ذوي الياقات الزرقاء فرص إعادة انتخابه محكوم عليها بالفشل
ويأتي الحكم، الذي صدر في محكمة اتحادية في مانهاتن، قبل أربعة أشهر من يوم الانتخابات، وقد يؤدي إلى تقويض فرص مينينديز في خوض حملة لإعادة انتخابه كمرشح مستقل.
وبعد صدور الحكم مباشرة، دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان مينينديز إلى الاستقالة. وقال شومر: “في ضوء هذا الحكم بالإدانة، يتعين على السيناتور مينينديز الآن أن يفعل ما هو صحيح بالنسبة لناخبيه ومجلس الشيوخ وبلدنا، وأن يستقيل”.
كانت المحاكمة هي المرة الثانية التي يواجه فيها الديمقراطي من نيوجيرسي اتهامات بالفساد. انتهت محاكمة سابقة بتهم غير ذات صلة في عام 2017 بهيئة محلفين غير متفق عليها. وأدين المتهمون معه، وهما رجلا أعمال من نيوجيرسي، بالتهم التي واجهوها أيضًا. وقد دفع الثلاثة ببراءتهم. كما أقر رجل أعمال آخر بالذنب قبل المحاكمة وشهد ضد مينينديز والمتهمين الآخرين.
ويأتي قرار هيئة المحلفين تتويجا لتحقيق مطول شمل مداهمة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في يونيو/حزيران 2022 لمنزل الزوجين في إنجلوود كليفس، وهو مجتمع ثري يقع على الجانب الآخر من نهر هدسون من مدينة نيويورك. وفي المنزل، عثر عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي على سبائك ذهبية تبلغ قيمتها نحو 150 ألف دولار ونقود، معظمها في أكوام من أوراق نقدية من فئة 100 دولار، بإجمالي أكثر من 480 ألف دولار. وفي المرآب كانت هناك سيارة مرسيدس بنز مكشوفة.
أكوام من النقود
وشهد أحد الوكلاء المشرفين على القضية بأنه أمر بمصادرة الأشياء الثمينة لأنه اشتبه في أنها قد تكون عائدات جريمة. وقال إنه تم العثور على أكوام من النقود مخبأة في أحذية وصناديق أحذية وسترات تخص السيناتور.
في المحاكمة، زعم المدعون أن سبائك الذهب والأموال النقدية والسيارة كانت رشاوى. ورفض محامو الدفاع هذا، زاعمين أن الذهب كان ملكًا لزوجته وأنها أبقت عليه في جهل بشأن المشاكل المالية التي كانت تعاني منها لدرجة أنها كادت تفقد المنزل بسبب الحجز. وقالوا إن الأموال كانت نتيجة لاعتياد السيناتور على تخزين الأموال النقدية في المنزل بعد أن سمعوا كيف هرب والداه من كوبا في عام 1951 مع الأموال النقدية التي أخفوها في ساعة الجد.
ولكن الأمر الأكثر إثارة للصدمة من الأموال أو الذهب هو الادعاءات بأن مينينديز حصل على جزء منها من خلال استغلال منصبه القوي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لاتخاذ إجراءات لصالح مصر، وهي حليف مهم للولايات المتحدة ولكنها أيضا عرضة لانتقادات أمريكية في كثير من الأحيان بسبب انتهاكاتها المزعومة لحقوق الإنسان.
كانت زوجته بمثابة قناة اتصال مع مصر
وقال ممثلو الادعاء إن نادين مينينديز قدمت نفسها كقناة اتصال مع زوجها القوي، حيث كانت تتبادل الرسائل النصية مع جنرال مصري، وتساعد في ترتيب زيارة رئيس جهاز المخابرات المصري إلى واشنطن. وأرسلت رسالة نصية إلى أحد الجنرالات تقول فيها: “في أي وقت تحتاج فيه إلى أي شيء، لديك رقم هاتفي وسوف نجعل كل شيء يحدث”.
وقال ممثلو الادعاء إن مينينديز اتخذ إجراءات للتقرب من المسؤولين المصريين، بما في ذلك تزويدهم بمعلومات عن موظفي السفارة الأميركية في القاهرة وكتابة رسالة إلى زملائه من أعضاء مجلس الشيوخ يشجعهم فيها على رفع الحظر عن 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر. كما طلب السيناتور من زوجته أن تخبر معارفها المصريين بأنه يخطط للتوقيع على ذخيرة دبابات بقيمة 99 مليون دولار.
وقد تم توسيع الاتهامات، التي أُعلن عنها في الأصل في سبتمبر/أيلول الماضي، بمرور الوقت، لتشمل في النهاية الرشوة والابتزاز والاحتيال وعرقلة العدالة والتآمر، وبالنسبة لمينينديز، العمل كعميل أجنبي لمصر.
لوموند مع AP
إعادة استخدام هذا المحتوى
المصدر
