لاباز (بوليفيا) – دعا الرئيس البوليفي اليساري السابق ايفو موراليس يوم الاثنين أنصاره إلى النزول إلى الشوارع احتجاجا على منافسه السياسي اللدود الرئيس الحالي لويس ارسي الذي اتهم موراليس قبل ساعات على شاشة التلفزيون الوطني بمحاولة الإطاحة به.
وقد جاءت دعوة موراليس للمزارعين وعمال المناجم والفلاحين في بوليفيا في أعقاب الخطاب غير المسبوق الذي ألقاه الرئيس آرسي في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي والذي انتقد فيه معلمه السابق. واتهم آرسي موراليس بمحاولة تخريب إدارته وتقويض الديمقراطية، فصعد بذلك صراعاً على السلطة دفع بوليفيا إلى حافة الهاوية.
“كفى يا إيفو!” صاحت آرسي. “حتى الآن، كنت أتحمل هجماتك وقذفك في صمت. لكن تعريض حياة الناس للخطر أمر لا أستطيع تحمله”.
وزعم آرسي، الذي تولى منصبه في عام 2020 ويواجه صعوبة في الحكم مع تمزق حزبه الحاكم بالخلافات، أن محاولات موراليس حشد الدعم الشعبي والترشح في الانتخابات الرئاسية في بوليفيا العام المقبل “تعرض الديمقراطية للخطر”.
وقال آرسي “إنك تهدد البلاد بأكملها”، زاعماً أن موراليس يسعى للعودة إلى السلطة “بوسائل عادلة أو غير عادلة”.
وقد أثار خطابه الدرامي حالة من الفوضى وإراقة الدماء في عام 2019، عندما ترشح موراليس لولاية ثالثة غير دستورية وفاز بها. وبعد أن أثارت اتهامات بالاحتيال احتجاجات جماهيرية، استقال موراليس تحت ضغط من الجيش، فيما وصفه أنصاره بالانقلاب، وذهب إلى المنفى. وقُتل ما لا يقل عن 36 شخصًا في حملة القمع التي شنتها قوات الأمن بعد ذلك.
وتعهد موراليس، الذي شغل منصب أول رئيس أصلي لبوليفيا، بإثارة الاضطرابات إذا تم منعه من الترشح في الانتخابات المقرر إجراؤها في أغسطس/آب 2025.
منذ أن منعت المحكمة الدستورية العام الماضي الأيقونة اليسارية من الترشح للرئاسة، هرع مزارعو الكوكا والجماعات الأصلية وعمال المناجم – الذين مثلهم موراليس خلال رئاسته من عام 2006 إلى عام 2019 – مرارًا وتكرارًا للدفاع عنه باحتجاجات الشوارع والمسيرات وإغلاق الطرق.
وحث موراليس المجتمع الدولي على اتباع ما أسماه “مسيرة إنقاذ بوليفيا” التي انطلقت يوم الثلاثاء من قرية كاراكولو في جنوب شرق البلاد إلى العاصمة الإدارية لبوليفيا لاباز. ووصف المسيرة ـ التي امتدت 85 كيلومترا سيرا على الأقدام على طول طريق سريع ـ بأنها تعبير طبيعي عن الاحتجاج ضد فشل حكومة أرسي في إصلاح الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
وفي رده على آرسي، أصر يوم الاثنين على أنه لا توجد لديه أي دوافع أنانية خفية.
وكتب موراليس على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “المسيرة هي رد فعل شعب سئم من حكومته التي لا تفكر، والتي التزمت بالصمت المطلق في مواجهة الأزمة والفساد وتدمير الاستقرار. الرئيس آرسي ليس يائسًا فحسب، بل إنه مرتبك أيضًا”.
على مدى العام الماضي، أدى الخلاف بين آرسي وموراليس إلى استقطاب البلاد بشكل متزايد، مما أدى إلى تلويث السياسة في بوليفيا وخلق شعور بالاضطراب الذي سعى الجنود إلى استغلاله في يونيو/حزيران في محاولة انقلاب مزعومة.
وتجمع الفلاحون والعمال يوم الاثنين على الطريق الرئيسي المؤدي إلى نقطة الجذب السياحي في بحيرة تيتيكاكا في بوليفيا، وقطعوا حركة المرور تحت مراقبة شرطة مكافحة الشغب وطالبوا أرسي بالاستقالة.
وقال بابلو ميرما، زعيم فلاحي ما يسمى بـ”البونشو الأحمر”، وهم نشطاء من السكان الأصليين المتطرفين من السهول المرتفعة، والذين تظاهروا يوم الاثنين ضد الرئيس: “إن الحكومة الحالية غير كفؤة، ولن تحل الأزمة الاقتصادية. نحن لسنا خائفين منك يا أرسي”.
على الرغم من أن آرسي كان وزير الاقتصاد السابق في حكومة موراليس ومرشحه في انتخابات بوليفيا عام 2020، إلا أن الحلفاء السابقين بدأوا في التنافس على السلطة بعد عودة موراليس السياسية في عام 2021.
لقد تسبب الركود السياسي في بوليفيا والأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها ــ مع ندرة الوقود ونقص خطير في احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي ــ في شعور بعض البوليفيين الذين كانوا غاضبين في السابق من ميول موراليس إلى الاستبداد بالحنين إلى التحول الذي أحدثه الزعيم السابق للاقتصاد البوليفي والحد الملحوظ من الفقر في البلاد.
