اتهم زعيم الحوثيين الولايات المتحدة بـ “التورط” مع السعودية في محاولات شل الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من اليمن مالياً (جيتي)
نشرت وسائل إعلام الجناح العسكري لجماعة الحوثيين في اليمن، الأحد، مقطع فيديو يظهر لقطات التقطتها طائرات مسيرة وإحداثيات مطارات وموانئ مهمة وبارزة في السعودية.
وتضمن الفيديو، الذي حمل عنوان “جربها فقط”، صوراً لمطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الملك فهد الدولي في الدمام، بالإضافة إلى الموانئ في رأس تنورة وجيزان وجدة.
وتزامن نشر الصور مع كلمة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، خاطب فيها السعودية بشكل مباشر قائلا: “أمريكا تحاول توريطكم، وإذا أردتم ذلك فجربوا، وإذا أردتم الخير لأنفسكم والاستقرار لبلدكم واقتصادكم فأوقفوا مؤامراتكم ضد بلدنا”.
“إذا نجح الأميركيون في الإيقاع بكم، فهذا غباء فظيع وفشل ذريع، ومن حقنا الطبيعي أن نواجه أي خطوات عدوانية”.
وينظر إلى الفيديو على نطاق واسع على أنه محاولة من جانب الحوثيين لتذكير المملكة العربية السعودية بأنهم لا يزالون قادرين على ضرب عمق المملكة، حيث يلقي المتمردون باللوم على الولايات المتحدة والسعودية لمحاولتهما تدمير اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون اقتصاديًا، بعد “فشلهم عسكريًا”.
وقال الحوثي إن “الأميركيين أرسلوا لنا رسائل بأنهم سيدفعون النظام السعودي إلى خطوات عدوانية، والزيارات الأميركية إلى السعودية كانت من أجل ذلك”.
وأضاف “إن الضغط لنقل البنوك من صنعاء خطوة مجنونة وغبية ولا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة، وأمريكا تعلم التأثير السلبي لنقل البنوك على الواقع المعيشي للشعب اليمني وعملته والأسعار في البلاد”.
“وجهنا النصائح والتحذيرات عبر كافة الوسطاء للسعوديين للتراجع عن هذه الخطوة الحمقاء، إلا أنهم ما زالوا يماطلون”.
ويشير الحوثي إلى قرار البنك المركزي في عدن، الذي تديره الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، بإعطاء مهلة 60 يومًا لنقل مقره إلى المدينة الجنوبية والتوقف عن العمل بموجب سياسات الحوثيين، وإلا فإنه سيخاطر بمواجهة عقوبات تتعلق بقوانين غسل الأموال ومكافحة الإرهاب.
أدى الصراع بين البنك المركزي الذي يديره الحوثيون والبنك المركزي الذي تديره الحكومة إلى تدهور الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل في اليمن بشكل كبير.
ويأتي التهديد الحوثي للسعودية وسط تقارير تفيد بأن الحكومة والحوثيين فشلوا في التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى.
وأعلن مسؤولون من الجانبين، مساء السبت، أن المناقشات التي جرت في مسقط برعاية الأمم المتحدة انتهت دون التوصل إلى اتفاق بشأن ترتيبات جديدة بشأن السجناء.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج انتهاء المحادثات في مسقط، قائلا إنها حققت “اختراقا كبيرا” عندما وافقت الحكومة اليمنية والحوثيون على إطلاق سراح السياسي البارز محمد قحطان، وهي نقطة خلاف بين الجانبين.
وتخوض السعودية حربا ضد الحوثيين منذ عام 2015، عندما تدخلت الرياض نيابة عن الحكومة الانتقالية في أعقاب انقلاب نفذه المتمردون، الذين يزعم السعوديون أنهم مدعومون من إيران.
لقد أدت الحرب إلى دمار واسع النطاق في اليمن، وهي بالفعل أفقر دولة في العالم العربي، مع ارتكاب جرائم حرب من كلا الجانبين وخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على وجه الأرض.
توقفت الأعمال العدائية المفتوحة بين الطرفين إلى حد كبير وسط المفاوضات الجارية، لكن التوترات لا تزال مرتفعة مع عدم وجود هدنة رسمية.
