وتدور منذ أيام معارك بين حكومتين متنافستين بشأن قيادة البنك المركزي، مما يهدد اتفاق السلام الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.
قال رئيس الوزراء الليبي أسامة حماد إن الحكومة غير المعترف بها دوليا في شرق ليبيا أغلقت حقول النفط ردا على “الاعتداءات على قيادة وموظفي البنك المركزي الليبي”.
وقالت السلطات الشرقية، في بيان على فيسبوك، الاثنين، إن “القوة القاهرة” تنطبق على جميع الحقول والموانئ والمنشآت النفطية.
في حين تفتقر الحكومة الشرقية في بنغازي إلى الشرعية الدولية، فإن معظم حقول النفط الليبية تقع تحت سيطرة القائد العسكري الشرقي خليفة حفتر.
ولم تحدد حكومة بنغازي المدة التي يمكن أن تظل فيها حقول النفط مغلقة.
وقال عبد الحميد الدبيبة، رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا ومقرها العاصمة طرابلس في غرب ليبيا، إنه لا ينبغي السماح بإغلاق حقول النفط “تحت ذرائع واهية”.
ولم تؤكد المؤسسة الوطنية للنفط ما إذا كان الإنتاج متوقفا، لكن شركة الواحة للنفط التابعة لها قالت إنها تخطط لخفض الإنتاج تدريجيا، في حين قالت شركة سرت للنفط التابعة لها إنها ستخفض الإنتاج.
وقال مهندسان في حقلي مسلة وأبو الطفل لرويترز يوم الاثنين شريطة عدم الكشف عن هويتهما إن الإنتاج مستمر ولم ترد أوامر بوقف الإنتاج.
ويأتي إعلان إغلاق حقل النفط كجزء من نزاع مستمر بين الحكومة الشرقية والحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والتي تتقاتل منذ أيام على قيادة البنك المركزي، مما يهدد اتفاق السلام الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.
وجاء هذا الخلاف الأخير بين الإدارتين بعد محاولات استبدال رئيس بنك ليبيا المركزي صادق الكبير مع حشد الفصائل المسلحة على كلا الجانبين.
واتهم المنتقدون الكبير بسوء إدارة عائدات النفط.
وقال مراسل الجزيرة في ليبيا مالك طرينة إن المجلس الرئاسي لحكومة طرابلس عين محمد الشكري محافظا للبنك المركزي الأسبوع الماضي، وهي الخطوة التي رفضها البنك المركزي.
وأعلن الشكري في نهاية المطاف أنه لن يتولى المنصب، رافضاً “أي سفك دماء بين الليبيين نيابة عنه”، بحسب تراينا.
لكن الخلاف استمر يوم الاثنين بعد أن حاول وفد حكومة طرابلس الاستيلاء على مكتب محافظ مصرف ليبيا المركزي.
واستنكر حماد محاولة استبدال رئيس بنك ليبيا المركزي، وقال إنه “سيتخذ كافة الإجراءات القانونية” ضد اقتحام البنك و”اختطاف عدد من موظفيه”، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
ولم تحدد الحكومة المتمركزة في الشرق المدة التي يمكن أن تظل فيها حقول النفط مغلقة.
قال محلل في مجموعة سيتي جروب إن انخفاض صادرات النفط الليبية قد يدفع أسعار خام برنت إلى منتصف الثمانينيات دولارا للبرميل، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
حطمت أسعار خام برنت حاجز 80 دولارا للبرميل يوم الاثنين، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها عند 75 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي.
لقد حافظ البنك المركزي لفترة طويلة على استقلاله عن الحكومات المتنافسة وهو الجهة الوحيدة المعترف بها دوليا لإيرادات النفط الليبية، وهي مصدر حيوي للدخل في بلد مزقته سنوات من القتال.
لا تزال ليبيا تعاني من الصراع والحرب الأهلية بعد أكثر من عقد من الزمان منذ الإطاحة بالحاكم القديم معمر القذافي في عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي.