تستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص (جيتي)
اتهم الباحث الإسرائيلي في الإبادة الجماعية عمر بارتوف إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وذلك في أعقاب تحذيرات سابقة أطلقها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن إسرائيل في طريقها لارتكاب إبادة جماعية.
ووجه بارتوف، وهو أستاذ في جامعة براون في الولايات المتحدة وباحث بارز في شؤون الهولوكوست، الاتهام في مقال نشرته صحيفة الغارديان يوم الثلاثاء.
وفي مقال الرأي الذي استند إلى تأملاته بعد زيارة استمرت أسبوعين إلى إسرائيل في يونيو/حزيران، أجرى باروف مقارنات بين عقلية الجيش الإسرائيلي في غزة والجيش الألماني في الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب العالمية الثانية.
وجاءت هذه المقارنات في أعقاب محاضرة في جامعة بن جوريون في النقب، والتي احتج عليها جنود الاحتياط الإسرائيليون اليمينيون الذين تم نشرهم في غزة خلال الحرب.
وقال إن الجنود استوعبوا خطاب الزعماء السياسيين الإسرائيليين الذي يقلل من إنسانية الفلسطينيين في قطاع غزة ونسبوا الدمار الذي أحدثوه في غزة إلى الفلسطينيين، معتبراً أن نفس العقلية كانت موجودة لدى الجنود الألمان.
وأشار إلى أن أجزاء كبيرة من المجتمع الإسرائيلي استوعبت أيضاً الخطاب السياسي الذي أعقب هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث يفتقر الكثيرون إلى التعاطف مع غزة ويسعون إلى تحقيق الأمن بأي ثمن.
وفي مقال رأي كتبه في صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذر بارتوف من أن السلوك العسكري الإسرائيلي في غزة، رغم أنه ليس إبادة جماعية، فإنه قد يتحول بسهولة إلى إبادة جماعية، وأصدر تحذيراً بضرورة وقف تصرفات إسرائيل قبل أن تتحول إلى إبادة جماعية.
وقد قام منذ ذلك الحين بمراجعة هذا الرأي، وكتب أنه بحلول وقت الهجوم الإسرائيلي على رفح “لم يعد من الممكن إنكار تورط إسرائيل في جرائم حرب منهجية وجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة جماعية”.
وأضاف أن “الخطاب الذي أطلقه القادة الإسرائيليون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أصبح الآن يترجم إلى واقع”.
أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل 39,929 شخصاً وإصابة 92,240 آخرين، مما أدى إلى تدمير معظم القطاع وتسبب في كارثة إنسانية مع انتشار الأمراض المعدية في القطاع ومعاناة العديد من السكان من سوء التغذية.
