Logo

Cover Image for الأمم المتحدة تقترح عودة 30 ألف لاجئ سوري من لبنان

الأمم المتحدة تقترح عودة 30 ألف لاجئ سوري من لبنان


من المقرر الانتهاء من خطة إعادة 30 ألف لاجئ سوري من لبنان خلال أسابيع، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.

ورغم المخاوف الخطيرة التي أثارتها جماعات حقوق الإنسان، وصفت الأمم المتحدة الخطوة الأخيرة بأنها “تحول إيجابي” في تعامل النظام السوري مع قضية الإعادة.

ويأتي الإعلان الأخير بعد زيارة مفوضة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين للبنان في الثاني من مايو/أيار للإعلان عن حزمة مساعدات كبيرة بقيمة مليار يورو.

وفسّر كثيرون في لبنان هذه الخطوة على أنها محاولة لتحفيز البلاد على إدارة أزمة اللاجئين من خلال الحفاظ على اللاجئين السوريين داخل حدودها والحد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

لكن في الثامن من مايو/أيار، وبعد وقت قصير من زيارة فون دير لاين، حث البرلمان اللبناني الحكومة على اتخاذ تدابير شاملة لمعالجة قضية السوريين “المقيمين بصورة غير شرعية” في البلاد.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التوصل إلى توافق سياسي بشأن هذه المسألة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رافينا شامداساني خلال اجتماعها مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يوم الجمعة إن “هناك زخما يمكن البناء عليه في جهود التعافي المبكر لتسهيل عودة النازحين”.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن شمدساني كشفت خلال المناقشات أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعمل على خطة للعودة الطوعية لـ30 ألف لاجئ سوري من لبنان إلى سوريا في المستقبل القريب.

وبحسب ما ورد رحب أبو حبيب بهذه المبادرة، وشجع الأمم المتحدة على مواصلة العملية، مشيرا إلى أن “العديد من المناطق في سوريا أصبحت الآن آمنة لعودتهم”.

لكن القرار واجه منذ ذلك الحين معارضة شديدة من جانب جماعات الناشطين التي ترى أن سوريا غير آمنة إلى حد ما لعودة اللاجئين السوريين.

وكانت منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد أفادت في وقت سابق عن انتهاكات واسعة النطاق ارتكبتها قوات الأمن التابعة للنظام السوري والميليشيات التابعة له ضد اللاجئين العائدين.

كما وثقت المنظمات حالات اعتقال تعسفي وتعذيب واختفاء قسري وحتى قتل خارج نطاق القضاء للعائدين.

وقال فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان لموقع العربي الجديد إن النظام السوري لم يغير “سلوكه الإجرامي” على الإطلاق.

وأضاف عبد الغني في تصريح لـ«العربي الجديد»: «نحن مؤسسة وطنية ودورنا مراقبة عمل الأمم المتحدة وليس مجرد قبولها».

“إذا كانت معايير الأمم المتحدة وتحقيقاتها تتوافق مع معاييرنا، فهذه علامة إيجابية. ولكن إذا لم تكن كذلك، فمن واجبنا تقديم التوصيات والضغط على الأمم المتحدة للحصول على توضيحات”.

وأشار عبد الغني إلى أن النظام السوري لم يقم بأي إصلاحات حقيقية، قائلاً: “لم يلغ النظام محكمة الإرهاب، ولم يحاسب الأجهزة الأمنية، ولم يكشف عن مصير أكثر من 112 ألف شخص مختفين قسراً، والتعذيب مستمر، والقضاء الذي تسيطر عليه الأجهزة الأمنية لم يتم إصلاحه”.

وأكد عبد الغني أيضا على ضرورة وجود نقد موضوعي لتصرفات الأمم المتحدة.

ورغم إقراره بأن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدمت دعما كبيرا للاجئين السوريين على مر السنين، فقد انتقد الوكالة لما أسماه تحولا “غير مدروس” في موقفها، حيث أعلنت أن سوريا آمنة للعودة.

وأضاف أن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لم تمارس ضغوطا كافية على الدول لزيادة استقبال اللاجئين، وكان هناك قصور واضح في أدائها”.

وأضاف أن أي نقاش حول عودة اللاجئين إلى سوريا سابق لأوانه ويتناقض مع القانون الدولي.

وأكد أن “العودة الطوعية في ظل الظروف الحالية تعرضهم لخطر التعذيب والاختفاء القسري وحتى الموت”، مضيفا أن “العودة الآمنة هي الاستثناء وليس القاعدة”.

وأكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا أن البلاد لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين.

أكد يوهان إريكسون، المتحدث باسم لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، على موقف اللجنة الأممية الواضح والثابت بشأن ترحيل الحكومة اللبنانية للاجئين السوريين.

وقال إريكسون في تصريح لصحيفة العربي الجديد إن سوريا “تظل غير آمنة لعودة اللاجئين، حيث لا يزال المدنيون يعانون من غياب سيادة القانون وانعدام الأمن”.

وأضاف أن البلاد تشهد مستوى من العنف لم نشهده خلال السنوات الأربع الماضية.

وتظهر بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأخيرة أن 19,729 لاجئاً سورياً عادوا إلى وطنهم حتى الآن هذا العام، وهو رقم أقل من العام الماضي، عندما عاد أكثر من 38 ألف لاجئ في إطار ما تصفه الأمم المتحدة بـ “العودة المنتظمة”.

ويوجد في لبنان، الذي يستضيف ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ سوري، أعلى نسبة من اللاجئين لكل فرد في العالم، حيث يشكل السوريون جزءاً كبيراً من إجمالي سكان البلاد الذي يزيد قليلاً على 5.3 مليون نسمة.

إن المشاعر المعادية للاجئين في لبنان موجودة منذ فترة طويلة وقد تفاقمت بشكل كبير منذ بداية الأزمة الاقتصادية في البلاد في عام 2019.

وقد أدى الضغط على الاقتصاد اللبناني الهش بالفعل إلى تصاعد التوترات، حيث ينظر العديد من المواطنين اللبنانيين بشكل متزايد إلى وجود اللاجئين السوريين باعتباره عبئًا إضافيًا على الموارد والخدمات وفرص العمل المحدودة.

وقد تفاقم هذا العداء المتزايد نتيجة لتطبيق سياسات حكومية أكثر صرامة تهدف إلى تنظيم ومراقبة أعداد اللاجئين.



المصدر


مواضيع ذات صلة

Cover Image for ترامب يقول إن الاتهامات بشأن مقبرة أرلينغتون الوطنية “مثيرة للاشمئزاز”
أخبار عالمية. الولايات المتحدة. سياسة.
www.independent.co.uk

ترامب يقول إن الاتهامات بشأن مقبرة أرلينغتون الوطنية “مثيرة للاشمئزاز”

المصدر: www.independent.co.uk
Cover Image for جيه دي فانس يروج لجذوره في الطبقة العاملة في أول خطاب له كمرشح لمنصب نائب الرئيس مع ترامب
أخبار عالمية. الشرق الأوسط. الصين. العالم العربي.
www.lemonde.fr

جيه دي فانس يروج لجذوره في الطبقة العاملة في أول خطاب له كمرشح لمنصب نائب الرئيس مع ترامب

المصدر: www.lemonde.fr
Cover Image for المؤتمر الصحفي الذي كان يجب أن تشاهده بينما كان ترامب يتحدث بلا توقف عن لا شيء
أخبار عالمية. الشرق الأوسط. العالم العربي. الولايات المتحدة.
www.independent.co.uk

المؤتمر الصحفي الذي كان يجب أن تشاهده بينما كان ترامب يتحدث بلا توقف عن لا شيء

المصدر: www.independent.co.uk
Cover Image for الرئيس القبرصي يقول إن المنطقة العازلة التي تقسم الجزيرة لن تصبح طريقا آخر للمهاجرين
أخبار عالمية. الأمم المتحدة. تركيا. حقوق الإنسان.
apnews.com

الرئيس القبرصي يقول إن المنطقة العازلة التي تقسم الجزيرة لن تصبح طريقا آخر للمهاجرين

المصدر: apnews.com