قصف إسرائيلي استهدف أطراف قرية الخيام جنوب لبنان (تصوير -/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز)
أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة لعشرات البلدات اللبنانية ومخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان اليوم الخميس، في حين قال حزب الله إن مقاتليه يخوضون معارك مع القوات الإسرائيلية حول بلدة الخيام.
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، سكان عشر بلدات في جنوب لبنان بضرورة إخلاء محيط مدينة صور والمنطقة الساحلية، بما في ذلك مخيم الراشية للاجئين، ثاني أكبر مخيم فلسطيني في لبنان.
وهذه هي المرة الأولى التي يأمر فيها أدرعي بإخلاء مخيم للاجئين في لبنان وسيزيد الضغط على البلدات والمناطق الشمالية التي استقبلت آلاف النازحين في الشهر الماضي.
ويعيش نحو 36595 فلسطينيا في مخيم الراشية الذي يقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة صور، بحسب الأونروا.
وأفادت صحيفة “العربي الجديد” الناطقة باللغة العربية نقلاً عن مصادر ميدانية أن حالة من الذعر شهدتها المخيم بعد التهديدات.
وقال المصدر: “نحاول مساعدة الجميع، إلى جانب فرق الطوارئ، على الانتقال إلى أماكن آمنة، وخاصة الملاجئ في مناطق مثل صيدا وشمالا”.
ولا تعفي أوامر الإخلاء الإسرائيلية الجيش من اتباع القانون الإنساني الدولي عند مهاجمة هذه المواقع، ولا تزال الهجمات على المواطنين الذين اختاروا البقاء تعتبر انتهاكات.
وقعت عدة ضربات إسرائيلية في جميع أنحاء لبنان صباح الخميس، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار على سيارة في محافظة جبل لبنان على الطريق السريع الذي يربط بيروت بوادي البقاع وضربة منفصلة على دراجة نارية على طريق صور-الناقورة السريع، وفقًا لتقارير محلية.
كما تم الإبلاغ عن غارات جوية في وادي البقاع الغربي ومنطقة بعلبك الشرقية، التي تتعرض لقصف جوي مكثف منذ يوم الأربعاء عندما أمرت إسرائيل بإخلاء المدينة بأكملها، مما تسبب في الفوضى مع فرار الآلاف من منازلهم.
وقال حزب الله إنه أطلق عدة قذائف مدفعية صباح الخميس على مجموعة من القوات الإسرائيلية المتمركزة في وطى الخيام جنوب شرق قرية الخيام التي تقع على بعد بضعة كيلومترات شمال الحدود الإسرائيلية.
وكانت الخيام معلما رئيسيا خلال الحرب الأهلية اللبنانية بسبب مركز الاعتقال سيء السمعة الذي أنشأه جيش لبنان الجنوبي المتحالف مع إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية يوم الثلاثاء أن الدبابات الإسرائيلية كانت تقوم بمناورة على مشارف القرية، في أعمق توغل لها حتى الآن داخل الأراضي اللبنانية منذ توسع الصراع الشهر الماضي.
وتستمر المحادثات بين المسؤولين الأميركيين واللبنانيين والإسرائيليين، حيث من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوشستين إلى إسرائيل يوم الخميس.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الاربعاء إنه يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار “في الأيام المقبلة، قبل الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
ويأمل المسؤولون أن تكون هناك مساحة جديدة للتوصل إلى اتفاق بعد أن غيّر حزب الله موقفه، حيث لم يعد وقف إطلاق النار في لبنان مشروطًا بإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
قال زعيم حزب الله الجديد نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، إن الجماعة ستوافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكن مقاتليه مستعدون لـ “حرب طويلة وصعبة للغاية”.