مع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب حرب إسرائيل على غزة، واجهت القوات الأميركية العديد من الهجمات في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا. (جيتي)
أعلنت السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوسكي عبر منصة X، استئناف الحوار الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في واشنطن يوم الاثنين. ويأتي هذا التطور في أعقاب الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار التي شنتها ميليشيات مدعومة من إيران على قاعدة تضم قوات أميركية في العراق بعد أشهر من الانفراج.
وقال رومانوسكي في منشور على منصة X، “يبدأ اليوم حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في واشنطن العاصمة، حيث سيناقش مسؤولون أمنيون من الولايات المتحدة والعراق مستقبل مهمة التحالف وتعزيز التعاون الأمني بين بلدينا”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويأتي الحوار في ظل تصاعد التوترات في العراق، حيث استهدفت طائرتان مسيرتان مسلحتان قاعدة عين الأسد الجوية، التي تستضيف قوات أميركية ودولية وتقع في محافظة الأنبار غربي العراق، بحسب مصادر عسكرية عراقية تحدثت لرويترز الثلاثاء. وأعلنت ميليشيا عراقية مسؤوليتها عن الهجوم.
وحاولت “العربي الجديد” الاتصال بباسم العوادي، المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لكنها لم تتلق ردا فوريا. كما لم تتلق محاولات الاتصال بوزارة الدفاع الأميركية عبر البريد الإلكتروني أي رد حتى وقت نشر هذا التقرير.
وبحسب وكالة رويترز، تريد العراق أن تبدأ قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الانسحاب في سبتمبر/أيلول وتنهي مهمتها بحلول سبتمبر/أيلول 2025، رغم أن بعض القوات الأميركية قد تبقى في دور استشاري. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن المناقشات جارية في واشنطن للتخطيط للانتقال على أساس التهديد الذي يشكله تنظيم داعش.
وعلق علي الفتلاوي، القيادي في حركة “أنصار الله الأوفياء”، على الوضع، قائلاً لوكالة شفق نيوز: “فصائل المقاومة العراقية أوقفت سابقاً عملياتها ضد الأميركيين في العراق لإتاحة الفرصة للحكومة العراقية للتفاوض مع الولايات المتحدة على انسحابها، إلا أن التأخير والدعم الأميركي لإجراءات إسرائيل في غزة أدى إلى استئناف العمليات العسكرية، وأي رد أميركي قد يؤدي إلى تصعيد الهجمات ضد الأهداف الأميركية في العراق”.
وفي حادث ذي صلة، قال مسؤولون إن انفجارا هز مستودعات لوجستية تابعة لفصائل شبه عسكرية موالية لإيران جنوب بغداد، الخميس.
ولم يعرف على الفور سبب الانفجار، وشكلت هيئة الحشد الشعبي لجنة للتحقيق. وكانت فرق الإطفاء تكافح الحريق، وأكد مصدر أمني أن الانفجار وقع في مستودع لتخزين معدات تابعة للحشد الشعبي. ولم يستبعد مسؤول في الحشد الشعبي احتمال أن يكون الانفجار ناجما عن “ضربة جوية”.
الحشد الشعبي جزء لا يتجزأ من الأجهزة الأمنية العراقية تحت سلطة رئيس الوزراء.
ويشمل ذلك بعض الجماعات الموالية لإيران التي نفذت عشرات الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا المجاورة.
وفي فبراير/شباط، استؤنفت المناقشات بشأن مستقبل وجود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، بناء على طلب من رئيس الوزراء السوداني، الذي دعا إلى إنهاء مهمة التحالف.
وفي مايو/أيار، جددت كتائب حزب الله المدعومة من إيران دعوتها إلى انسحاب القوات الأميركية، معربة عن استيائها مما اعتبرته افتقارا للجدية من جانب الولايات المتحدة والحكومة العراقية فيما يتصل بقضية الانسحاب.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية بسبب حرب إسرائيل على غزة، واجهت القوات الأميركية العديد من الهجمات في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا.
تعتبر الولايات المتحدة كتائب حزب الله منظمة إرهابية واستهدفت عملياتها في الضربات الأخيرة. وفي يناير/كانون الثاني، أسفر هجوم بطائرة بدون طيار عن مقتل ثلاثة أفراد أمريكيين في الأردن، بالقرب من الحدود السورية، مما دفع كتائب حزب الله إلى الإعلان عن تعليق مؤقت للهجمات على القوات الأمريكية.
وتحتفظ الولايات المتحدة حاليا بنحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي تم نشره بناء على طلب الحكومة العراقية في عام 2014 لمواجهة المكاسب الإقليمية الكبيرة التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية.