أبلغ الجيش الإسرائيلي عن زيادة حادة في حالات الانتحار بين الجنود في عام 2024، حيث انتحر 21 جنديًا، وهي أعلى حصيلة منذ أكثر من عقد.
ومن بين الجنود الـ 21 الذين ماتوا منتحرين، كان هناك 12 جنديًا من جنود الاحتياط، نتيجة لاعتماد الجيش الإسرائيلي المتزايد على قوات الاحتياط منذ بداية حربه على غزة.
ووفقا للبيانات، أصبحت حالات الانتحار السبب الرئيسي الثاني للوفاة داخل الجيش الإسرائيلي، بعد الخدمة العملياتية، ولكنها تجاوزت الأمراض والحوادث.
في أكتوبر/تشرين الأول، وقع أكثر من 130 جنديًا إسرائيليًا، بما في ذلك جنود احتياط ومجندون من مختلف الفروع العسكرية، على رسالة مفتوحة تدعو إلى إنهاء الحرب، وذكروا أنهم يرفضون الخدمة ما لم تعمل الحكومة على وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الأسرى.
ويقول الجنود إن استمرار الحرب يعرض حياة الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة للخطر، ويشعر الكثيرون أن عدد القتلى منهم في الغارات الجوية الإسرائيلية أكبر من عدد الذين تم إنقاذهم.
وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي في غزة يوم الخميس بيانا قالت فيه إن أسيرًا إسرائيليًا حاول الانتحار بعد أن وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود.
وقال المتحدث باسم سرايا القدس، إن أحد الطواقم الطبية التابعة للحركة تدخل وحال دون وفاته، دون الخوض في مزيد من التفاصيل حول هوية الرهينة أو حالته الحالية.
وفي الوقت نفسه، تتزايد المعارضة الداخلية داخل الجيش، حيث يرفض الجنود بشكل متزايد الحضور للخدمة. بل إن البعض قاوم القيام بمهمات عسكرية محددة، مشيرًا إلى اعتراضات أخلاقية وأثر الحرب على كل من العسكريين والسكان المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 807 جنود إسرائيليين قتلوا أثناء الخدمة العملياتية خلال العطلتين الماضيتين، كما قتل 11 جنديا العام الماضي في “أعمال إرهابية”.
كما اندلعت مظاهرات عامة تطالب بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء إسرائيل، مما زاد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويواجه الزعيم الإسرائيلي مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وقد اتهمه العديد من الإسرائيليين وعائلات الأسرى بمواصلة الحرب من أجل طموحاته السياسية الخاصة.
وفي الوقت نفسه، تستمر الأزمة الإنسانية في غزة في التفاقم، حيث قُتل ما لا يقل عن 45,553 فلسطينيًا منذ شنت إسرائيل حربًا عقابية على غزة في أكتوبر 2023.
وقد أدى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، إلى جانب القصف الإسرائيلي المستمر، إلى ترك الكثيرين دون إمكانية الحصول على الغذاء أو الماء أو الإمدادات الطبية.
إن المستشفيات في القطاع مكتظة، والخدمات الحيوية تكافح من أجل مواكبة العدد المتزايد من الضحايا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي استهدفت فيه غارة جوية إسرائيلية منطقة إنسانية مخصصة في جنوب غزة يوم الخميس، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل، من بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان.
وأصابت الغارة خيمة في منطقة المواصي بالقرب من خان يونس، حيث كانت الأسر النازحة تبحث عن مأوى هرباً من الحرب.
وأدى الهجوم أيضا إلى إصابة 15 فلسطينيا آخرين، وتعمل فرق الإنقاذ بين الأنقاض بحثا عن ناجين.
وفي يوم رأس السنة الجديدة، أدت الغارات الجوية الإسرائيلية في مختلف أنحاء غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا، بينهم نساء وأطفال، في حين لا يزال آخرون في عداد المفقودين تحت الأنقاض.