إعادة انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر (أردا كوكوكايا/وكالة الأناضول/أرشيف غيتي)
أظهرت النتائج النهائية للانتخابات الجزائرية، اليوم السبت، فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية ثانية بحصوله على 84.3 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل انخفاضا عن الفرز الأولي الذي طعن فيه منافسوه.
وأظهرت النتائج الأولية التي أصدرتها الهيئة الوطنية للانتخابات في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا يوم الأحد أن تبون حصل على ما يقرب من 95 في المائة من الدعم، مما دفع مرشحين آخرين إلى الطعن في النتائج في طعون أمام المحكمة الدستورية.
وأعلن رئيس المحكمة عمر بلحاج، السبت، الفرز الرسمي للأصوات، حيث تقدم تبون بفارق كبير على منافسيه غير المعروفين.
وقال بلحاج في تصريحات بثت مباشرة على محطات التلفزيون والإذاعة الوطنية “نعلن أن السيد عبد المجيد تبون انتخب لولاية ثانية، وسيتولى مسؤولياته عندما يؤدي اليمين”.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الرئيس البالغ من العمر 78 عاما بسهولة، لكنه ركز بدلا من ذلك على ضمان مشاركة عالية في التصويت، والتي بلغت وفقا لبلحاج 46.1 في المائة في انتخابات 7 سبتمبر.
انتخب تبون في ديسمبر/كانون الأول 2019 بنسبة 58 في المائة من الأصوات، على الرغم من معدل امتناع قياسي تجاوز 60 في المائة، وسط احتجاجات الحراك الجماهيرية المؤيدة للديمقراطية.
وقد تعرض منذ ذلك الحين لانتقادات بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان.
وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن السلطات الجزائرية في عهد تبون “حافظت على قمعها للفضاء المدني” و”اتباع نهج عدم التسامح مطلقا مع الآراء المعارضة”.
وقال حسني عبيدي، المحلل في مركز دراسات CERMAM ومقره جنيف، إن نسبة المشاركة كانت قضية رئيسية بالنسبة لتبون، الذي أراد أن يكون “رئيسًا عاديًا، وليس رئيسًا منتخبًا بشكل سيئ”.
وعود الحملة
قدم المرشح عبد العالي الحسني، الذي يتزعم حزب حركة مجتمع السلم الإسلامي المعتدل، طعنا في فرز الأصوات الثلاثاء، بعد يوم من إدانته للنتائج ووصفها بأنها “تزوير”.
وتبعه في وقت لاحق يوسف عوشيش، رئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية (يسار وسط)، متهما الهيئة العليا للانتخابات بـ”تزوير” النتائج.
وفي خطوة غير مسبوقة، أصدرت الحملات الثلاث – بما في ذلك حملة تبون – بيانا مشتركا في وقت متأخر من يوم الأحد زعمت فيه وجود “مخالفات” في نتائج الهيئة الوطنية للانتخابات، مضيفة أنها تريد أن تجعل الجمهور على دراية بـ “الغموض والتناقضات في أرقام المشاركة”.
وذكرت النتائج الأولية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات أن تبون حصل على “94.65 بالمائة من الأصوات”، فيما حصل حساني على 3.17 بالمائة وأوشيش على 2.16 بالمائة.
وأظهرت النتائج النهائية حصول الحسني على 9,56 بالمائة من الأصوات، وأوشيش على 6,14 بالمائة.
أكثر من 24 مليون جزائري مسجلون للتصويت في هذه الانتخابات، من أصل عدد سكان يبلغ 45 مليون نسمة.
وبحسب الأرقام التي نشرتها المحكمة، شارك في التصويت في السابع من سبتمبر/أيلول 11.2 مليون ناخب، من أصل 9.4 مليون بطاقة اقتراع صالحة.
أصبح تبون رئيسًا بعد انتخابات قاطعها الناس على نطاق واسع واحتجاجات مستمرة مؤيدة للديمقراطية والتي تلاشت أخيرًا في عهده بعد تكثيف إجراءات الشرطة وسجن المئات.
وكان قد أشاد بالنجاحات الاقتصادية التي حققها خلال ولايته الأولى، بما في ذلك توفير المزيد من الوظائف وزيادة الأجور في أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي في أفريقيا.
رغم أن الاقتصاد الجزائري نما بمعدل سنوي بلغ نحو أربعة في المائة خلال العامين الماضيين، فإنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز لتمويل برامجه الاجتماعية.
