Logo


إن انهيار مكب النفايات الأخير في كامبالا، والذي أودى بحياة ما يقرب من 60 شخصًا وخلف العديد من المفقودين، يعد بمثابة تذكير مأساوي بالوضع الهش الذي تعيشه المدينة على شفا الكارثة.

في الوقت الذي نحزن فيه على فقدان الأرواح والدمار الذي لحق بالممتلكات، يتعين علينا أن نواجه حقيقة غير مريحة: إن كمبالا بمثابة قنبلة موقوتة، وأن موقف السلطات المتساهل تجاه الاستعداد للكوارث يؤدي إلى تفاقم الوضع المزري بالفعل.

إن المشهد الحضري في كامبالا مشوه بنقاط ضعف صارخة. حيث تنتشر فتحات الصرف الصحي المفتوحة في جميع أنحاء المدينة، مما يشكل مخاطر يومية للمشاة وسائقي السيارات على حد سواء. كما أن جودة الهواء سيئة بشكل مثير للقلق، وهو تهديد صامت للصحة العامة يتم تجاهله في كثير من الأحيان.

إن خزانات الوقود ومحطات البنزين، التي تقع بشكل غير مبرر بين المناطق السكنية والمدارس والطرق المزدحمة، تخلق بيئة خصبة للكوارث. إن الإهمال في الالتزام بالمعايير البيئية والبناءية ليس مجرد فشل تنظيمي؛ بل إنه فشل أخلاقي يعرض حياة الناس للخطر.

ولعل الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه الأزمة هو غياب خطة شاملة للاستعداد للكوارث والاستجابة لها. فالطرق الطارئة لرجال الإطفاء وسيارات الإسعاف تفتقر بشدة إلى هذه الخطة، الأمر الذي يجعل المستجيبين الأوائل غير مجهزين للتعامل مع تداعيات الكوارث.

إن المرافق الصحية العامة غير مستعدة للتعامل مع عواقب الكوارث، والبنية الأساسية للمدينة غير قادرة على التعامل مع الفيضانات وغيرها من الكوارث المحتملة. وفي مدينة يسكنها الملايين من الناس، فإن هذا ليس أمراً مقبولاً فحسب ـ بل إنه أمر لا يمكن تبريره.

الواقع أن السكان يُترَكون ليتدبروا أمورهم بأنفسهم، ويصارعون العواقب المترتبة على غض السلطات الطرف عن عدد لا يحصى من العلامات التحذيرية. وهذا الإهمال ليس مجرد إهمال؛ بل هو فشل منهجي يضع عبء السلامة على عاتق الأفراد وليس على المؤسسات المصممة لحمايتهم.

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

إن مواطني كامبالا يستحقون ما هو أفضل من أن يتنقلوا في مدينة محفوفة بالمخاطر بينما تظل السلطات صامتة. وعلينا أن نتساءل: كم عدد المآسي التي يجب أن تقع قبل أن نتخذ إجراءات حاسمة؟

لقد مضى وقت الرضا عن الذات منذ فترة طويلة. ومن الضروري أن تتخذ سلطات المدن خطوات فورية لتصميم وتنفيذ خطط قوية للاستعداد للكوارث، وتطبيق المعايير البيئية، وضمان قدرة البنية الأساسية على الصمود في وجه التحديات التي يفرضها التوسع الحضري وتغير المناخ.

إن كمبالا تقف عند مفترق طرق حاسم. والاختيار واضح: إما أن نستمر على هذا المسار الخطير من الإهمال ونخاطر بمزيد من المآسي، أو نتخذ الخطوات اللازمة لحماية مجتمعنا. لقد حان الوقت لكي تستيقظ السلطات، وتعترف بالحاجة الملحة إلى العمل، وتعطي الأولوية لسلامة ورفاهية الأشخاص الذين تخدمهم. إن الوقت يمر بسرعة، والأرواح على المحك.



المصدر


مواضيع ذات صلة