كانت أغلب الأنشطة المتعلقة بحرب غزة مؤيدة للفلسطينيين بين الدول الأفريقية (جيتي)
وقع أكثر من 40 برلمانيا من أكثر من 20 دولة أفريقية، الأربعاء، على قرار أديس أبابا لدعم إسرائيل، مؤكدين أن لها الحق في “كل فلسطين التاريخية” ويدعو إلى الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لها.
ويأتي توقيع القرار تتويجا لقمة استمرت يومين للمبادرة الإفريقية الإسرائيلية، والتي بدأت في العاشر من سبتمبر/أيلول في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقد استضافت القمة مجموعة الضغط الإسرائيلية ومقرها القدس، ومبادرة إفريقيا-إسرائيل، ومؤسسة ثينك-إسرائيل.
وحضر الاجتماع مشرعون من بلدان مثل الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وغانا وساحل العاج وكينيا ونيجيريا وجنوب السودان، إلى جانب العديد من البلدان الأخرى.
وقال إريك سيل، مؤسس مبادرة إفريقيا-إسرائيل وزعيم حزب المحافظين القومي المسيحي اليميني المتشدد في النرويج، عند تحديد هدف القمة والقرار: “لقد اجتمعنا للبناء على اتفاقيات إبراهيم، وباعتبارنا أبناء إبراهيم نسعى إلى السلام والتقدم والازدهار”.
تأسست المبادرة الأفريقية الإسرائيلية في عام 2012، وهي متأثرة بشكل كبير بالأصوات البرلمانية المسيحية الإنجيلية في جميع أنحاء أفريقيا، حيث بدأ القرار بالالتزام بتعزيز “حب الله لإسرائيل والشعب اليهودي في جميع أنحاء أفريقيا والعالم”.
ينتمي جميع المشرعين في الاجتماع تقريبًا إلى تجمعات حلفاء إسرائيل، التي تنظمها مؤسسة حلفاء إسرائيل، والتي تمارس الضغط بشكل نشط من أجل التشريع المؤيد لإسرائيل من خلال الدبلوماسية القائمة على الإيمان داخل البرلمانات الوطنية.
وتأتي القمة في ظل ردود فعل دولية متزايدة ضد إسرائيل مع استمرارها في حربها المدمرة التي بدأت منذ 11 شهرا على غزة، والتي يدافع عنها القرار، مؤكدا “حق إسرائيل في الوجود داخل حدود آمنة خالية من أعمال الإرهاب والتهديدات الإرهابية”.
“نحن ندين التهديد المستمر لوجود إسرائيل من قبل إيران وجيوشها بالوكالة حزب الله وحماس والحوثيين … (وندين) العنف والإرهاب ضد إسرائيل الذي ارتكبته حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وفتح، بما في ذلك أخذ الرهائن في انتهاك للقانون الدولي”، كما جاء في القرار.
ويدين القرار كذلك “التطلعات النووية” لإيران ويصفها بأنها “الدولة الرائدة في العالم في رعاية الإرهاب”.
وتأتي القمة والقرار أيضا في خضم مواجهة دبلوماسية بين مؤيدي ومعارضي حرب إسرائيل على غزة في أفريقيا، حيث رفعت جنوب أفريقيا دعوى إبادة جماعية ضد تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية.
ويأتي القرار بقوة ضد هذا الأمر، حيث ينص على: “نحن ندين الهجمات القانونية على إسرائيل في الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والاتحاد الأفريقي، والتي تقوض المفاوضات والاتفاقيات القائمة”.
وفي حديثها في المؤتمر، اقترحت عضو الكنيست الإسرائيلية شارين هاسكل، الرئيسة المشاركة لكتلة حلفاء الكنيست المسيحيين، توسيع اتفاقيات إبراهيم إلى أفريقيا من خلال مبادرة مقترحة تسمى “اتفاقيات ملكة سبأ”.
وتشمل الاتفاقيات المقترحة التعاون الاقتصادي والدفاع والأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية، فضلا عن التعاون التعليمي والديني والثقافي.
مع دخول الحرب على غزة شهرها الحادي عشر، ومع مقتل ما لا يقل عن 41084 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، تخاطر إسرائيل بوضعها كدولة منبوذة على مستوى العالم. وتأتي القمة والقرار في ظل محاولات تل أبيب لاستعادة روايتها وحشد الدعم.
حتى حلفاء إسرائيل الأوروبيين والغربيين التقليديين بدأوا ينأون بأنفسهم عن الحرب، حيث فرضت دول مثل المملكة المتحدة وكندا وإسبانيا وهولندا حظراً جزئياً على توريد الأسلحة إلى البلاد.
ولم يغب هذا الأمر عن سيلي الذي قال: “إن إسرائيل لديها ما تحتاجه للتطور”.
وأضاف “لا ينبغي أن تنظروا إلى أوروبا، ولا ينبغي أن تنظروا إلى أميركا، ولا ينبغي أن تنظروا إلى الماضي. بل ينبغي أن تنظروا إلى المستقبل، وبالنسبة لأفريقيا، فإن إسرائيل هي المستقبل”.
