قالت تركيا إنها تسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد المسؤولين عن مقتلها (جيتي)
وصل جثمان الناشطة التركية الأميركية آيسنور إيجي إلى غرب تركيا للدفن بطريقة مؤثرة، حيث أعربت عائلتها عن حزنها على مقتلها وطالبت بالمساءلة عن “قتلها التعسفي” على يد إسرائيل.
وقالت تركيا إنها تسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد المسؤولين عن الجريمة، في حين طالبت عائلة خاشقجي الولايات المتحدة بالقيام بالمثل وإظهار الحساسية.
وقُتل إيجي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تواجده بالقرب من احتجاج في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي.
تم نقل جثمانها جواً من تل أبيب إلى باكو في أذربيجان ووصل إلى إسطنبول في وقت مبكر من يوم الجمعة، حيث أقيم حفل صغير في المطار.
وأعلن وزير العدل التركي أن تركيا بدأت تحقيقاتها الخاصة في وفاتها بعد أن قال الجيش الإسرائيلي في تقرير أولي إنها ربما تعرضت لإطلاق نار “غير مباشر وغير متعمد” من قبل جنوده.
وأشاد والد إيجي، محمد سوات إيجي، الذي يعيش في سياتل لكنه تحدث في حفل أقيم لابنته في تركيا، بقرار البلاد بفتح تحقيق.
وقال “آمل أن تقوم الحكومة الأميركية بالمثل”.
وأوضح أن ابنته كانت تبلغ من العمر 10 أشهر عندما قررت العائلة الانتقال إلى الولايات المتحدة.
وقال “لقد درست في المدارس هناك، ونشأت في ظل الحريات هناك، وهي مواطنة في ذلك البلد”.
وأضاف “آمل أن تبدي الحكومة الأميركية نفس الحساسية”.
ووصف ابنته بأنها “شخصية مميزة” تهتم بشدة بحقوق الإنسان والطبيعة، وكثيرا ما سافرت حول العالم، بما في ذلك البرازيل والمكسيك، للمشاركة في حملات من أجل البيئة وحقوق الإنسان.
وقال والدها “كان بإمكانها أن تتمتع بحياة مريحة، لكنها سعت إلى تحقيق مُثُلها العليا. تركت كل شيء وذهبت إلى الشرق الأوسط. كانت مثالية للغاية”، مشيرًا إلى أنها تخرجت للتو هذا العام وتزوجت.
وفي مدينة أيدين، التي كان يزورها إيجي لقضاء العطلات العائلية، كانت الشوارع مليئة بالأعلام التركية، وهو تقليد مخصص عادة للجنود الأتراك الذين يقتلون في الصراع.
وأعلنت تركيا أيضا أنها ستقدم نتائج تحقيقاتها إلى محكمة الأمم المتحدة التي تشرف على قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، والتي رفعتها جنوب أفريقيا بشأن الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
وقال وزير العدل يلماز تونتش “سنتخذ كل خطوة قضائية من أجل ابنتنا الشهيدة آيسنور”.
وتعتقد عائلة إيجي أنها تعرضت لاستهداف متعمد، حيث قال أحد الأقارب لوكالة أسوشيتد برس إنه “لم يكن هناك خطأ أو حادث” وأن قتلها كان “رسالة إلى العالم”.
تقرير الطب الشرعي
وأصدرت وزارة العدل الفلسطينية بيانا أكدت فيه أن الفتاة إيجي وصلت إلى مستشفى رفيديا في نابلس بعد إصابتها برصاصة في الرأس.
وجاء في البيان الذي وقعه طبيبان شرعيان، أن الرصاصة دخلت من خلف أذنها اليسرى، ما تسبب في تلف في المخ.
وجاء في التقرير أن الطاقم الطبي حاول ست مرات إعادة تنشيط قلبها دون جدوى، وأن الرصاصة أصابت الدماغ والجمجمة، وتسببت الشظايا في تمزقات وكدمات.
كما أثار البيت الأبيض مخاوف بشأن دور الجيش الإسرائيلي في مقتلها، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارين جان بيير يوم الخميس إن إدارة بايدن كانت على علم بالتحليلات الخارجية التي خلصت إلى أنها تعرضت لإطلاق النار بعد 20 دقيقة من انتهاء الاشتباكات.
وقالت إن عملية القتل كانت “مروعة” و”لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا”، لكنها لم تضف ما إذا كانت الإدارة راضية عن التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي.
وحاولت “العربي الجديد” التواصل مع حركة التضامن الدولية، وهي المنظمة التي كان إيجي يتطوع لصالحها في الضفة الغربية، إلا أنها لم تتلق رداً حتى وقت نشر هذا التقرير.