بعد عام من القصف الإسرائيلي، كانت جباليا في حالة خراب قبل الضربات الإسرائيلية الأخيرة (غيتي)
تم إنقاذ فتاة فلسطينية كانت عالقة تحت الأنقاض بعد أن أصابت غارة إسرائيلية المبنى الذي تسكن فيه في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.
واضطرت زمزم العجرمي، مع إخوتها، إلى الاستلقاء بجانب جثة والدتها المتوفاة أثناء رعاية عمتها المصابة بجروح خطيرة، حيث منعت القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف من الوصول إلى موقعها في جباليا منذ يوم الأحد.
وتمكنت الفتاة من الاتصال بمعلمتها طلباً للمساعدة، موضحة لها ما حدث وموقعها. ثم تم نشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة للحصول على المساعدة لها.
وكتب أحد الناشطين على موقع X: “فتاة (زمزم) محاصرة مع والدتها وخالتها في جباليا، استشهدت والدتها بجانبها، وخالتها تنزف، اتصلت بمعلمتها نور أبو ندى تطلب المساعدة”.
وفي مقطع من نداء زمزم للمساعدة، تقول الفتاة: “(قتلت) أمي ولا أعرف ماذا أفعل”.
وفي مقتطفات أخرى عرضتها وسائل إعلام عربية، يمكن سماع زمزم وهي تصف اللحظة التي أدركت فيها أن والدتها ماتت وكيف تمكنت من وقف نزيف عمتها المصابة.
وشبه الناشطون على موقع X حالة زمزم بحالة الطفلة هند رجب البالغة من العمر خمس سنوات، والتي تمكنت أيضًا من الاتصال هاتفيًا طلبًا للمساعدة قبل أن تقتلها القوات الإسرائيلية عندما حاولت عائلتها الفرار من مدينة غزة.
وأثار مقتل “هند الصغيرة”، كما عرفت إعلاميا، غضبا عالميا، حيث تعمدت قوات الاحتلال استهداف السيارة التي كانت تقلها وستة من أفراد عائلتها عدة مرات، ما أدى إلى مقتل كل من كان بداخلها.
وعلى الرغم من عدم إمكانية الاتصال بزمزم عبر الهاتف، بسبب خوف الناس من الأسوأ، فقد تم إنقاذها وإخوتها في النهاية ونقلهم إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
ومصير عمتها غير معروف.
وبدأت إسرائيل جولة جديدة من الغارات الجوية العنيفة على جباليا يوم الأحد، حيث تم قصف المخيم بلا هوادة.
وقد قُتل ما لا يقل عن 17 شخصًا حتى الآن، حيث قامت إسرائيل بتطويق المخيم بالكامل، ولا تزال القوات الإسرائيلية تمنع عمال الإنقاذ الفلسطينيين من الوصول إلى أجزاء معينة من المناطق التي تعرضت للغارات الجوية.
وفي يومي الاثنين والثلاثاء، توغلت الدبابات الإسرائيلية في عمق المخيم، مصحوبة بهجوم من الغارات الجوية، مما يشير إلى هجوم بري آخر في المنطقة.
كما أسقطت إسرائيل آلاف المنشورات التي تأمر بإخلاء المنطقة، مما يشير إلى مزيد من الضربات واتساع نطاق العملية البرية.
منذ أن بدأت الحرب على غزة قبل ما يزيد قليلاً عن عام واحد، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 16500 طفل.