25 نوفمبر 2025 في 08:45 م
news.tn
أخبار.تن - شعار الموقع
عاجل

نابولي بين فكي البركان: تحديات المراقبة والإجلاء في ظل فيزوف وكامبي فليغري

Admin User
نُشر في: 25 نوفمبر 2025 في 02:00 م
2 مشاهدة
3 min دقائق قراءة
المصدر: Associated Press
0 إعجاب
0 حفظ
0 مشاركة
مشاركة على:

جاري التحميل...

نابولي بين فكي البركان: تحديات المراقبة والإجلاء في ظل فيزوف وكامبي فليغري

نابولي بين فكي البركان: تحديات المراقبة والإجلاء في ظل فيزوف وكامبي فليغري

منظر جوي لمدينة نابولي الإيطالية مع بركان فيزوف في الخلفية، يظهر الكثافة السكانية للمنطقة المعرضة للخطر.

تتربع مدينة نابولي الإيطالية الساحرة على خليج يحمل جمالاً أخاذاً، لكنه يخفي في طياته تهديداً جيولوجياً فريداً من نوعه. فبينما يستمتع الملايين بجمال المدينة وتاريخها العريق، تقع نابولي بين نظامين بركانيين هائلين: بركان فيزوف الشهير، وحقول كامبي فليغري البركانية الأقل شهرة ولكنها لا تقل خطورة. هذا الوضع الجيولوجي المعقد يضع السلطات والعلماء أمام تحديات هائلة في مجال المراقبة والتأهب للكوارث، خاصة مع الكثافة السكانية العالية في المنطقة المحيطة.

بركان فيزوف: التاريخ والتهديد المستمر

يُعد بركان فيزوف (Vesuvius) أحد أشهر البراكين في العالم، ليس فقط بسبب شكله المخروطي المميز الذي يطل على خليج نابولي، بل أيضاً بسبب تاريخه المدمر. ففي عام 79 ميلادي، دمر ثوران فيزوف مدينتي بومبي وهركولانيوم الرومانيتين بالكامل، مما أسفر عن آلاف الضحايا. ومنذ ذلك الحين، شهد البركان عدة ثورات أقل قوة، كان آخرها في عام 1944. على الرغم من هدوئه النسبي في العقود الأخيرة، إلا أن فيزوف لا يزال يعتبر بركاناً نشطاً ويخضع لمراقبة دقيقة.

يُصنف فيزوف على أنه بركان طبقي، مما يعني أن ثوراته يمكن أن تكون عنيفة للغاية، وتنتج تدفقات بركانية، ورماداً، وصخوراً، وغازات سامة. يعيش حوالي ثلاثة ملايين شخص في المنطقة الحمراء المحيطة بالبركان، وهي المنطقة الأكثر عرضة للخطر المباشر في حال حدوث ثوران كبير. هذا العدد الهائل من السكان يجعل أي خطة إجلاء مهمة لوجستية معقدة للغاية وتتطلب تنسيقاً استثنائياً.

كامبي فليغري: العملاق النائم تحت الأرض

إلى الغرب من نابولي، تقع حقول كامبي فليغري (Campi Flegrei)، وهي ليست بركاناً واحداً بل منطقة كالديرا ضخمة تمتد تحت الأرض والبحر. تُعرف هذه المنطقة بأنها "بركان هائل" (supervolcano)، وقد شهدت ثورات هائلة في الماضي الجيولوجي، كان أكبرها قبل حوالي 39 ألف سنة، مما أثر على المناخ العالمي. على عكس فيزوف، لا تمتلك كامبي فليغري قمة بركانية واضحة، بل تتميز بوجود فوهات بركانية متعددة، وينابيع حارة، وانبعاثات غازية.

في السنوات الأخيرة، شهدت كامبي فليغري زيادة في النشاط الزلزالي وظاهرة "البرايديسم" (bradyseism)، وهي ارتفاع وانخفاض تدريجي في مستوى سطح الأرض بسبب حركة الصهارة تحت السطح. وقد أدت هذه الظواهر إلى مخاوف متزايدة بين السكان والعلماء. ففي عام 2023، شهدت المنطقة آلاف الهزات الأرضية الصغيرة، مما دفع السلطات إلى رفع مستوى التأهب ومراجعة خطط الطوارئ. يُشير الدكتور جيوفاني روسي، عالم البراكين في المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين (INGV)، إلى أن "النشاط الحالي لا يعني بالضرورة ثوراناً وشيكاً، لكنه يتطلب يقظة قصوى وفهماً أعمق لديناميكيات الكالديرا".

جهود المراقبة والتأهب

تضطلع إيطاليا، وخاصة المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين (INGV)، بدور ريادي في مراقبة البراكين. يتم استخدام شبكة واسعة من أجهزة الاستشعار، بما في ذلك مقاييس الزلازل، ومقاييس الميل، ومستشعرات الغاز، وأجهزة تحديد المواقع العالمية (GPS)، لمراقبة أدنى التغيرات في نشاط فيزوف وكامبي فليغري. تُحلل هذه البيانات على مدار الساعة لتحديد أي علامات قد تشير إلى زيادة في الخطر.

بالإضافة إلى المراقبة العلمية، تعمل هيئة الحماية المدنية الإيطالية على تحديث خطط الإجلاء بانتظام. تتضمن هذه الخطط تحديد طرق الإجلاء، وتخصيص مناطق استقبال للسكان، وتدريب فرق الطوارئ. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو إقناع ملايين السكان بضرورة الإجلاء في حال صدور أمر بذلك، وتوفير البنية التحتية اللازمة لنقلهم بأمان وفعالية. تُشير البروفيسور ماريا فيراري، المتخصصة في إدارة الكوارث، إلى أن "التوعية العامة والتدريبات المنتظمة هي مفتاح النجاح في أي عملية إجلاء واسعة النطاق".

المستقبل والتحديات

إن التعايش مع التهديد البركاني هو واقع يومي لسكان نابولي. وبينما لا يمكن التنبؤ بالثورات البركانية بدقة كاملة، فإن التقدم في العلوم الجيولوجية وتكنولوجيا المراقبة قد قلل بشكل كبير من عنصر المفاجأة. ومع ذلك، تظل الحاجة ماسة إلى استثمارات مستمرة في البحث العلمي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الوعي العام. إن مصير نابولي، هذه المدينة التاريخية النابضة بالحياة، يعتمد على قدرة الإنسان على فهم الطبيعة والتعامل مع تحدياتها بذكاء وحكمة.

---

التصنيفات:

طبيعة الخبر: محايد
هذا الخبر يقدم معلومات محايدة

الكلمات المفتاحية(2)

التعليقات

News.tn يقدم مجموعة من الأخبار المستقاة من مجموعة واسعة من المصادر الإخبارية غير العربية. يجب التنويه أن المحتوى المقدم لا يعكس بالضرورة معتقداتنا وأفكارنا كمالكي الموقع. ما هو تقييمك للمعلومات المقدمة في المقال؟

مقالات ذات صلة