انتشرت أعمال الشغب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء المملكة المتحدة على مدار الأسبوع الماضي وشهدت استهداف الأقليات العرقية وطالبي اللجوء والمسلمين (تصوير كريستوفر فورلونج / جيتي إيماجيز)
أعاد نائب رئيس بلدية القدس الإسرائيلي، أرييه كينج، نشر رسم توضيحي يشير إلى أعمال الشغب اليمينية المتطرفة التي اجتاحت المملكة المتحدة، والتي وصفها النشطاء والمعلقون بأنها معادية للإسلام وتؤدي إلى زيادة العنف ضد الأقليات.
الصورة التي يبدو أنها صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تظهر شرطيًا في المملكة المتحدة يعانق إمامًا مع فقاعة كلامية فوق الشرطي يقول “معًا سنجعل هذا البلد ملكك” والإمام يقول “شكرًا لك على كونك ضعيفًا جدًا”. تم نشر الصورة مع تعليق “وداعًا #إنجلترا”.
ووجدت صحيفة العربي الجديد أن الصورة الأصلية تم مشاركتها على موقع X بواسطة بول جولدينج، الزعيم المشارك لمنظمة بريطانيا أولاً اليمينية المتطرفة. وكان الفيديو قد تم نشره على تيك توك من قبل المستخدم @defendbritain02.
وتأتي هذه التدوينة وسط أعمال شغب يمينية متطرفة ومعادية للإسلام اجتاحت المملكة المتحدة في الأيام الأخيرة، في أعقاب هجوم أسفر عن مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت الأسبوع الماضي، بعد معلومات مضللة عبر الإنترنت تشير إلى أن الجاني مسلم ومهاجر.
وتعد مشاركة كينج واحدة من بين مجموعة كبيرة من المنشورات التي نشرتها حسابات مؤيدة لإسرائيل على منصة التواصل الاجتماعي X والتي تؤيد أو تعيد مشاركة المحتوى المعادي للإسلام أو المؤيد للشغب، على الرغم من تحذير المسؤولين والشرطة في المملكة المتحدة من أن وسائل التواصل الاجتماعي تعمل على تضخيم الاضطرابات.
أثار المسلمون والناشطون مخاوف بشأن سلامتهم، مشيرين إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالكراهية ضد المسلمين والمهاجرين.
ومن الأمثلة على المشاعر المعادية للإسلام على الإنترنت حساب إسرائيلي يتابعه نحو 3000 شخص، نشر منشورا يحمل عنوان “ارقد في سلام يا بريطانيا” إلى جانب علم المملكة المتحدة مع الهلال الإسلامي فوقه معلقا “بريطانيا تم الاستيلاء عليها، أو يجب أن أقول، تم تسليمها؟”.
كما قامت مؤثرة إسرائيلية أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، ولديها 35500 متابع، تدعى روبي يونا، بتضخيم المنشورات من حسابات مثل “غزو أوروبا” و”الغزو الغربي” التي يُزعم أنها تُظهر رجالاً مسلمين يهاجمون “المحتجين المناهضين للمهاجرين”.
خطاب الكراهية ضد المسلمين
ويشير الخبراء إلى أن تداول المواد اليمينية المتطرفة من خلال حسابات مؤيدة بشدة لإسرائيل هو جزء من جهد يبذله اليمين المتطرف في إسرائيل لتشجيع ونشر الإسلاموفوبيا بين اليمين المتطرف في المملكة المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال مارك أوين جونز، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والعلوم الإنسانية الرقمية في جامعة حمد بن خليفة في قطر، إن هناك غرضًا واضحًا وراء الحسابات المؤيدة لإسرائيل التي تعمل على تضخيم الرسائل المعادية للإسلام في سياق أعمال الشغب في المملكة المتحدة.
وأضاف في حديثه لـ«العربي الجديد» أن «خط الدعاية هو تقديم إسرائيل كحصن ضد انتشار الإسلام، ونشر خطاب الكراهية ضد المسلمين من أجل جعل قتل العرب والمسلمين أكثر قبولا».
وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن “X تم استغلاله لنشر الشائعات وخطاب الكراهية، وخاصة استهداف الأقليات والمسلمين”.
وقد تجلى هذا الجهد الواضح أيضًا في دعم أفراد مثل الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة تومي روبنسون، الذي لديه حساب به 24600 متابع على X ويصف نفسه بأنه صهيوني، ويعيد نشر الكثير من محتوى روبنسون ويشير إلى أن المسلمين والأقليات يشكلون تهديدًا.
ومن المعروف أن روبنسون لديه علاقات مع اليمين المتطرف في إسرائيل، حيث تشارك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي صورًا وروايات عن وقته مع روبنسون أثناء زيارته لإسرائيل.
كما عرض اليمين المتطرف الإسرائيلي دعمه لأقسام أخرى من اليمين المتطرف في أوروبا، حيث يسعى نتنياهو إلى التقرب من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وعرض وزير الشتات الإسرائيلي أميشاي تشيكلي الدعم للمرشحة الفرنسية مارين لوبان.
في عام 2019، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن منتدى الشرق الأوسط، وهو مؤسسة بحثية مؤيدة لإسرائيل مقرها الولايات المتحدة، دفع ما يقرب من 60 ألف جنيه إسترليني كرسوم قانونية لدعم روبنسون خلال محاكمة قانونية خاضها في المملكة المتحدة.
