ملبورن، أستراليا – قال مسؤول في الأمم المتحدة يوم الاثنين إن أعمال العنف بين عمال المناجم غير الشرعيين في بابوا غينيا الجديدة أسفرت عن مقتل ما بين 20 و50 شخصا.

بدأت المعارك قبل أيام وتستمر في وادي بورجيرا، بالقرب من موقع انهيار أرضي في مايو/أيار، والذي يُقدر أنه أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص، وفقًا لحكومة الدولة الجزيرة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ.

وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في بابوا غينيا الجديدة ماتي باجوسي إن حصيلة القتلى البالغة 20 شخصا على الأقل حتى يوم الأحد استندت إلى معلومات من أفراد المجتمع والسلطات المحلية في مقاطعة إنغا في المناطق الداخلية الجبلية من البلاد.

وقال باجوسي لوكالة أسوشيتد برس “لقد تأكدنا من مقتل 20 شخصًا على الأقل، ولكن وفقًا لآخر الأخبار التي وصلتني، فمن المرجح أن يصل العدد إلى 50 شخصًا”، وأضاف “القتال مستمر”.

وقال باجوسي “اليوم بدأت بعض قوات الأمن في التحرك… لذا يتعين علينا أن ننتظر لنرى ما هو التأثير الذي سيحدثه هذا”، في إشارة إلى الجيش والشرطة.

ولم يكن لدى باجوسي معلومات عن أعداد الجرحى.

ولم تستجب شرطة بابوا غينيا الجديدة لطلب يوم الاثنين لإحصاء القتلى والجرحى في الوادي.

وقال مفوض الشرطة الوطنية ديفيد مانينغ إنه تم إعلان حالة الطوارئ يوم السبت بعد تصاعد العنف، حيث تم تعبئة الشرطة لحماية السكان والبنية التحتية.

وقال مانينغ في بيان “إن الوضع المتدهور ناجم عن عمال المناجم غير الشرعيين والمستوطنين غير الشرعيين الذين يستغلون ملاك الأراضي التقليديين ويستخدمون العنف لإرهاب المجتمعات المحلية”.

وأوقف منجم الذهب نيو بورجيرا القريب معظم عملياته بسبب أعمال العنف حتى يوم الخميس على الأقل.

وقال جيمس ماكتيرنان المدير العام لشركة نيو بورجيرا في بيان يوم الأحد: “خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أثر تصعيد كبير في القتال القبلي على العديد من موظفينا المحليين. لقد دمرت المنازل، وأصيب أفراد من العائلة والأصدقاء أو قُتلوا، ولم يتمكن الناس من النوم وهم يعيشون في خوف”.

وأضاف ماكتيرنان “أنا حزين للغاية بسبب هذه الأحداث المدمرة وآمل بصدق أن تتمكن الحكومة قريبًا من استعادة السلام إلى الوادي”.

ووصف حاكم إنجا بيتر إيباتاس أعمال العنف في الوادي بأنها غير مسبوقة.

وقال إيباتاس في بيان “إن الوضع خطير للغاية. لقد شهدنا إزهاق أرواح بريئة وتدمير ممتلكات في غضون أيام. لا يمكن للوضع الحالي أن يستمر”.

من المقرر أن يجتمع فريق إدارة الكوارث بقيادة الحكومة الوطنية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العاصمة الوطنية بورت مورسبي يوم الثلاثاء لتنسيق الاستجابة الإنسانية في بيئة خطيرة ونائية.

تشكل الحرب القبلية مشكلة أمنية متنامية في مختلف أنحاء بابوا غينيا الجديدة وهي منتشرة على نطاق واسع في إنغا، حيث كان التعافي بطيئًا منذ الانهيار الأرضي الذي وقع في 24 مايو/أيار.

وقدرت الأمم المتحدة بشكل متحفظ عدد القتلى بنحو 670 قرويا، في حين قالت حكومة بابوا غينيا الجديدة إن أكثر من ألفي شخص دفنوا تحت الأنقاض.

ويعتقد أن عددا غير معروف من اللاجئين الفارين من العنف القبلي في المناطق المجاورة من بين الضحايا، وهو ما يزيد من التعقيدات في حساب عدد القتلى بشكل موثوق.

أدى استمرار القتال على الطريق من منطقة الكارثة إلى العاصمة الإقليمية واباج إلى تأخير الاستجابة للطوارئ. واحتاج عمال الإغاثة إلى حراسة من الجيش للحفاظ على سلامتهم.

ودعا البابا فرانسيس إلى إنهاء العنف القبلي خلال زيارته الأخيرة لهذه الدولة ذات الأغلبية المسيحية والتي يقدر عدد سكانها بنحو 12 مليون نسمة.

بعد أربعة أشهر من الكارثة، لا يزال الطريق السريع الرئيسي عبر المقاطعة مدفونًا تحت الجبل المنهار.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنه لم يتم استخدام أي معدات ثقيلة لتحريك الأرض في المساحة الشاسعة من الصخور والأشجار المتناثرة والطين خوفا من إثارة انهيار أرضي ثان.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الطريق الالتفافي الذي يبلغ طوله 4.7 كيلومتر (3 أميال) والذي من المفترض أن يكون آمنًا من الانهيارات الأرضية لم يكتمل بعد.

لا يزال نحو 5 آلاف شخص عالقين في طريق انهيار أرضي ثان محتمل في ما وصفته السلطات بالمنطقة عالية الخطورة الواقعة أسفل التل من الكارثة.

وتحاول الحكومة الإقليمية شراء أراض خارج منطقة الخطر لإعادة توطين هؤلاء القرويين، لكن المفاوضات المعقدة لم تكتمل بعد، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

وفي أماكن أخرى من بابوا غينيا الجديدة، احتفلت البلاد يوم الاثنين بمرور 49 عاما على استقلالها عن أستراليا المجاورة.

المصدر