إسلام آباد – قالت محكمة في كينيا يوم الاثنين إن الشرطة تصرفت بشكل غير قانوني باستخدام القوة المميتة ضد صحفي باكستاني قُتل بالقرب من العاصمة في أكتوبر 2022، وأمرت بدفع آلاف الدولارات تعويضًا لأرملته.
توفي أرشد شريف (49 عاما) عندما أطلقت الشرطة الكينية النار على سيارته عند حاجز على الطريق خارج نيروبي. وقالت السلطات إن الحادث كان بسبب خطأ في تحديد الهوية.
وفي يوم الاثنين، قضت المحكمة في كاجيادو، حيث قُتل شريف، بأن استخدام القوة المميتة ضد الصحفي الباكستاني كان “تعسفيا وغير متناسب وغير قانوني وغير دستوري”، وأمرت الدولة بدفع أكثر من 77 ألف دولار للأسرة.
تم تعليق الدفع لمدة 30 يومًا بعد أن ادعى المدعي العام للدولة عدم وجود أموال.
وأمرت المحكمة أيضًا السلطات باستكمال تحقيقاتها واتخاذ الإجراءات ضد ضباط الشرطة المتورطين.
ورفعت جافيريا صديق، إحدى زوجتي شريف، الدعوى القضائية في المحكمة الكينية في 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، أي بعد عام واحد بالضبط من مقتل زوجها.
وفي حديثها لإذاعة صوت أميركا، قالت صديق إن الحصول على حكم في هذه القضية في كينيا كان “أمرا كبيرا” بالنسبة لها.
وقال صديق “لم أكن متفائلا كثيرا. لقد كانت هذه جريمة قتل ذات دوافع سياسية. وبطبيعة الحال فإن التنفيذ سيستغرق وقتا. وبالنسبة لي فإن النصر الذي تحقق اليوم سيترك أثرا هائلا على حرية الصحافة وحرية التعبير”.
كان شريف، المذيع الإخباري البارز، قد فر من باكستان في أغسطس/آب 2022 أثناء مواجهته اتهامات بالتحريض على الفتنة. وكان قد أصبح منتقدًا صريحًا للمؤسسة العسكرية القوية في باكستان بعد إقالة رئيس الوزراء السابق عمران خان من منصبه في تصويت برلماني بحجب الثقة في أبريل/نيسان 2022.
وفي رسالة إلى المحكمة العليا الباكستانية في أواخر عام 2022، أوردت والدة شريف، رفعت آرا علوي، أسماء العديد من كبار القادة العسكريين، بمن فيهم رئيس الجيش آنذاك الجنرال قمر جاويد باجوا، الذي قالت إنه يجب استجوابه بشأن مقتل ابنها.
ونفت القوات المسلحة الباكستانية وجهاز المخابرات الباكستاني أي دور لها في عملية القتل.
ولم تتمكن أسرة شريف من تقديم بلاغ للشرطة في باكستان بشأن الجريمة. وفي حديثها لإذاعة صوت أميركا، رفضت صديق التقرير الذي قدمته شرطة إسلام آباد قبل عامين ضد ثلاثة مواطنين باكستانيين استضافوا زوجها الراحل في كينيا ووصفته بأنه تقرير زائف.
وخلصت بعثة تقصي الحقائق الباكستانية التي زارت كينيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى أن الأب لخمسة أطفال كان ضحية عملية قتل مستهدفة.
وقال وزير الداخلية آنذاك رانا سناء الله للصحفيين في إسلام آباد في ديسمبر/كانون الأول 2022: “إن وفاة أرشد شريف ليست حالة خطأ في تحديد الهوية – أستطيع أن أقول، وبناءً على الأدلة التي لدينا حتى الآن، فإن هذا في ظاهره عملية قتل مستهدفة”. وأضاف الوزير أن جسد الصحفي كان به كدمات وعلامات تعذيب.
وفي بيان صدر بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل شريف العام الماضي، اتهمت منظمة مراسلون بلا حدود المدافعة عن حقوق الصحفيين السلطات في باكستان وكينيا بالازدواجية.
وقال رئيس التحقيقات في المنظمة أرنو فروجر في بيان عبر الإنترنت “كينيا تحمي ضباط شرطتها وباكستان تتجنب عمداً احتمال تورط أجهزتها الأمنية”.
بدأت المحكمة العليا في البلاد التدقيق في تحقيق الحكومة الباكستانية في ديسمبر 2022. وقالت صديق لـ VOA إنها تنتظر منذ ما يقرب من عام حتى تحدد المحكمة موعدًا لجلسة الاستماع.
