مارثا كيرني: قلقي على الزهور البرية البريطانية دفعني لزراعة مرج خاص
جاري التحميل...

مارثا كيرني: قلقي على الزهور البرية البريطانية دفعني لزراعة مرج خاص
مارثا كيرني: قلقي على الزهور البرية البريطانية دفعني لزراعة مرج خاص

مارثا كيرنيمقدمة برنامج "هذه الحياة الطبيعية" على راديو بي بي سي 4
بي بي سي
لطالما أحببت الزهور البرية منذ أن كنت طفلة. لدي ذكريات جميلة عن الغابات في ساسكس، حيث نشأت، وهي تمتلئ بزنابق الربيع في بداية العام وتتغطى بزنابق الجرس الزرقاء في الربيع.
كنت دائمًا أستخدم أسماءها المستعارة - "بيض ولحم مقدد" لنبات رجل الطائر (نبات أصلي معروف ببتلاته الصفراء الشبيهة بالنعال) و"خبز وجبن" للبراعم الصغيرة لشجرة الزعرور البريطانية، التي كنت أنا وأصدقائي نأكلها. ونتظاهر بأننا نحبها!
كنا نقطف ثمار الورد من الأسوار أيضًا، والتي كنا نفتحها لصنع مسحوق الحكة، مثاليًا لمقالب الملعب.
ولكن في وقت لاحق من حياتي، خلال نزهاتي في الريف، بدأت ألاحظ تناقص أعداد الزهور البرية. افتقدت المروج، التي كانت تعج بالألوان، والتي استمتعت بها كثيرًا في طفولتي. هذا التدهور لم يكن مجرد شعور شخصي بالحنين، بل كان مؤشرًا على مشكلة بيئية أوسع نطاقًا تؤثر على التنوع البيولوجي في بريطانيا.
لقد أصبحت الزهور البرية، التي كانت ذات يوم جزءًا لا يتجزأ من المناظر الطبيعية البريطانية، مهددة بشكل متزايد بسبب عوامل متعددة. يساهم التوسع العمراني، والممارسات الزراعية المكثفة التي تعتمد على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، وتدمير الموائل الطبيعية، في اختفاء هذه النباتات الجميلة. هذه الزهور ليست مجرد زينة طبيعية؛ إنها أساس النظام البيئي، حيث توفر الغذاء والمأوى للملقحات مثل النحل والفراشات، والتي بدورها ضرورية لتلقيح المحاصيل الزراعية والنباتات الأخرى.
هذا القلق العميق دفعني إلى التفكير في ما يمكنني فعله على المستوى الشخصي. لم أستطع أن أقف مكتوفة الأيدي بينما تتلاشى هذه الكنوز الطبيعية. لذلك، قررت أن أزرع مرجًا خاصًا بي. كانت الفكرة بسيطة: إعادة جزء من الجمال الذي فقدناه إلى حديقتي الخلفية. بدأت بالبحث عن أنواع البذور المحلية المناسبة لتربة منطقتي ومناخها، مع التركيز على الأنواع التي كانت شائعة في طفولتي.
لم تكن العملية سهلة. تطلبت تحضير التربة بعناية، وإزالة الأعشاب الضارة، ثم نثر البذور في الوقت المناسب من العام. كان الأمر يتطلب صبرًا كبيرًا، حيث أن الزهور البرية لا تنمو بسرعة مثل النباتات المزروعة تجاريًا. كانت هناك لحظات من الشك، خاصة عندما بدا أن لا شيء ينمو، لكنني واصلت الاعتناء بالتربة وانتظرت بصبر.
وبعد أشهر من العمل والانتظار، بدأت أرى النتائج. ظهرت البراعم الخضراء الصغيرة أولاً، ثم تبعتها الألوان الزاهية لزهور الخشخاش، وزهور الذرة، والأقحوان، وغيرها من الزهور البرية التي طالما أحببتها. كان المشهد مذهلاً، وكأن قطعة من طفولتي قد عادت إلى الحياة. الأهم من ذلك، أن المرج الجديد لم يجذب الزهور فحسب، بل جذب أيضًا مجموعة متنوعة من الحشرات والطيور، مما حول حديقتي إلى واحة صغيرة للحياة البرية.
إن تجربتي هذه ليست مجرد قصة شخصية عن زراعة حديقة؛ إنها دعوة للتفكير في أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي حولنا. كل مرج صغير، وكل حديقة صديقة للبيئة، وكل جهد فردي، يساهم في شبكة أكبر من الحياة. آمل أن تلهم قصتي الآخرين لاتخاذ خطوات مماثلة، مهما كانت صغيرة، للمساعدة في استعادة جمال الزهور البرية البريطانية وضمان مستقبل أكثر خضرة لأجيالنا القادمة.
