القدس (رويترز) – سار آلاف الإسرائيليين القوميين المتطرفين عبر منطقة فلسطينية حساسة في القدس يوم الأربعاء في موكب سنوي مرددين شعارات عنصرية في حين تفاخر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف في البلاد بأن اليهود صلوا بحرية في موقع مقدس رئيسي في المدينة في انتهاك لتفاهمات مستمرة منذ عقود.

وقد هددت تصريحات إيتامار بن جفير والمسيرة في القدس، القلب العاطفي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بتأجيج التوترات الشديدة التي اجتاحت المنطقة منذ بداية الحرب في غزة. وكانت المسيرة السنوية، التي ينظر إليها الفلسطينيون على أنها استفزازية، سبباً في إشعال حرب استمرت 11 يوماً في غزة قبل ثلاث سنوات.

تجمع المتظاهرون خارج باب العامود في البلدة القديمة التاريخية بالقدس، وهو مكان تجمع مركزي للفلسطينيين في القدس الشرقية، وهتفوا “الموت للعرب” وشعارات أخرى معادية للعرب والإسلام. ورقصوا ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية مع انطلاق المسيرة.

وكان بن جفير، الذي كان ذات يوم على هامش السياسة الإسرائيلية ولكنه يشغل الآن منصبا رئيسيا في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد أصر على أن تسير المسيرة في مسارها التقليدي عبر المنطقة الفلسطينية، على الرغم من التوترات المتزايدة بسبب الحرب. ودخل المشاركون الحي الإسلامي في البلدة القديمة عبر باب العامود وانتهوا عند الحائط الغربي، أقدس مكان يمكن لليهود الصلاة فيه.

وأكدت الشرطة أن المسيرة لن تدخل حرم المسجد الأقصى، ثالث أقدس المواقع في الإسلام. والجبل الذي يقع عليه المسجد هو أقدس المواقع لدى اليهود، الذين يطلقون عليه اسم جبل الهيكل لأنه كان موقع المعابد اليهودية في العصور القديمة.

لكن ناشطين قالوا إن مئات اليهود زاروا المجمع في وقت سابق من اليوم، وقال بن جفير إنهم صلوا هناك بحرية، وفقا لما قال إنه سياسته الخاصة التي تسمح بالصلاة هناك.

ومنذ استيلاء إسرائيل على الموقع في عام 1967، سُمح لليهود بزيارة المكان ولكن لم يُسمح لهم بالصلاة فيه. وقد أدت التعديات المزعومة على الموقع إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في عدد من المناسبات التي تعود إلى عقود من الزمن.

وقال بن غفير لمحطة إذاعة “جالي إسرائيل” إن “اليهود يصلون في الحرم القدسي. هذه هي سياسة الوزير”.

وقال نتنياهو إنه لم يطرأ أي تغيير على التفاهمات في المكان المقدس التي تمنع الصلاة اليهودية هناك.

لقد دعا بن جفير منذ فترة طويلة إلى زيادة وصول اليهود إلى المكان المقدس وقام بزيارته مراراً وتكراراً كوزير. ويعتبر الفلسطينيون المسجد رمزاً وطنياً ويعتبرون مثل هذه الزيارات استفزازية ومقدمة محتملة لإسرائيل للسيطرة على المجمع. ويمنع معظم الحاخامات اليهود من الصلاة في الموقع، ولكن كانت هناك حركة متنامية في السنوات الأخيرة من اليهود الذين يدعمون العبادة هناك.

تحيي المسيرة السنوية ذكرى “يوم القدس”، الذي يصادف ذكرى استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية، بما في ذلك البلدة القديمة والأماكن المقدسة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين، في حرب الشرق الأوسط عام 1967.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها، لكن ضمها للقدس الشرقية لم يحظ باعتراف دولي. ويرى الفلسطينيون، الذين يسعون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، أن المسيرة استفزازية.

قبل بدء المسيرة بقليل، اشتبكت الحشود مع الشرطة وألقوا زجاجات بلاستيكية على صحفي يرتدي سترة مكتوب عليها كلمة صحافة. ​​وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على 18 من المشاركين في المسيرة “للاشتباه في ارتكابهم جرائم عنيفة واعتداءات وتهديدات وسلوك غير منضبط”.

وقالت الشرطة إنها نشرت 3 آلاف من أفراد الأمن لضمان الهدوء وشوهدت وهي تعتقل العديد من الرجال الفلسطينيين قبل بدء المسيرة، واقتادتهم بعيدا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.

وقال بن غفير إن المسيرة وجهت رسالة إلى حماس.

وقال بن غفير في بداية المظاهرة “إننا ننقل رسالة من هنا إلى حماس: القدس لنا وباب العامود لنا، وبعون الله سيكون النصر الكامل لنا”، في إشارة إلى الحرب في غزة، والتي طالب إسرائيل بمواصلتها حتى هزيمة حماس.

وفي تعليقه على المسيرة، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: “شعبنا لن يهدأ حتى زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

كانت المسيرة تجري في وقت تتصاعد فيه التوترات بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. بدأت الحرب بهجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، حيث قتل مسلحون نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطفوا نحو 250 رهينة. وردت إسرائيل بهجوم واسع النطاق أسفر عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين، ونزوح معظم سكان القطاع وتسبب في دمار واسع النطاق.

لقد أيدت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار على مراحل وإطلاق سراح الرهائن الذي حدده الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي. لكن إسرائيل تقول إنها لن تنهي الحرب دون تدمير حماس، في حين تطالب الجماعة المسلحة بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل.

___

تابع تغطية وكالة أسوشيتد برس للحرب على

المصدر