قالت القيادة المركزية الأميركية إن عملية مشتركة للقوات الأميركية والعراقية أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في صحراء غرب العراق، وإصابة سبعة جنود أميركيين خلال العملية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الغارة استهدفت قادة في تنظيم الدولة الإسلامية، وتم تنفيذها في ساعة مبكرة من صباح الخميس، مما أسفر عن “مقتل 15 عنصرا من داعش” دون “إشارة إلى وقوع إصابات بين المدنيين”.
وقالت إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا “مسلحين بأسلحة عديدة وقنابل يدوية وأحزمة ناسفة” انتحارية “، وأن القوات العراقية مستمرة “في استغلال المزيد من المواقع التي تمت مداهمتها”.
وقال مسؤول دفاعي إن خمسة جنود أميركيين أصيبوا خلال الغارة وأصيب اثنان آخران نتيجة السقوط. وتم إجلاء أحد الجرحى لتلقي العلاج، كما تم إجلاء أحد الأفراد الذين أصيبوا نتيجة السقوط.
وقال المسؤول إن حالة المصابين السبعة مستقرة.
ونشرت القيادة المركزية الأمريكية بيانها في ساعة مبكرة من صباح السبت، بعد ساعات من إصدار السلطات العراقية بيانها الخاص بشأن الغارة.
وقالت أجهزة الاستخبارات العراقية إن “أكثر من شهرين من المراقبة البشرية والتكنولوجية” سمحت بتحديد “أربعة منازل آمنة” يستخدمها المقاتلون.
وقالوا إن القتلى “من المرجح أن يكون بينهم قادة كبار”، مضيفين أن الاختبارات الجنائية جارية.
وقالت أجهزة الاستخبارات إن جميع المنازل الآمنة التي يشتبه في أنها تابعة لتنظيم داعش تعرضت لقصف جوي متكرر قبل أن تقوم طائرات الهليكوبتر بإنزال قوات الكوماندوز في المواقع.
ويعلن الجيش العراقي بشكل منتظم عن تنفيذ عمليات ضد مخابئ تنظيم داعش في المناطق النائية الصحراوية أو الجبلية.
وتستمر هذه العمليات حاليا بدعم من مستشارين عسكريين من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي انتشر في العراق وسوريا المجاورة قبل عقد من الزمان عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية في ذروته.
الوجود الأمريكي في المستقبل موضع تساؤل
وكانت بغداد وواشنطن منخرطتان منذ أشهر في محادثات بشأن مستقبل قوات التحالف ضد الجهاديين في العراق.
وعلى الرغم من أن العراق حدد هدفا يتمثل في الانسحاب الكامل للقوات، فإنه لم يتم الإعلان عن أي جدول زمني.
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا ضمن التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعرضت قوات التحالف لعشرات الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ في كل من العراق وسوريا، حيث اجتذبت أعمال العنف المرتبطة بالحرب في غزة التي اندلعت في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إن تنظيم الدولة الإسلامية الآن هو مجرد انعكاس باهت للجماعة التي اجتاح مقاتلوها سوريا والعراق في عام 2014، وأعلنوا “الخلافة” التي فرضوا فيها بوحشية تفسيرهم المتطرف للشريعة الإسلامية.
وبعد خسارة آخر معاقلها في العراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019، انحصرت الجماعة في مجموعات صغيرة من المتمردين الذين لم يعد يسيطرون على أي أراض.
وتصر قوات الأمن العراقية على أنها أصبحت قادرة الآن على التعامل مع فلول تنظيم الدولة الإسلامية دون مساعدة، حيث أن التنظيم لا يشكل تهديدا كبيرا.
وفي يوليو/تموز، أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن القوة الإجمالية للتنظيم في العراق وسوريا انخفضت إلى ما بين 1500 و3000 مقاتل نتيجة “الخسائر في ساحة المعركة والانشقاقات والتحديات المتعلقة بالتجنيد”.
وفي العراق، أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن “أنشطته لا تزال محصورة إلى حد كبير، لكن الجماعة تظل قادرة على شن هجمات متفرقة ومؤثرة”.
وأضاف أن “أسلوب عملها يتمثل في الخطف مقابل فدية، وتعطيل البنية التحتية، والاستهداف الانتقائي لقوات الأمن مع تجنب المواجهات المباشرة”.
وقالت الأمم المتحدة إن المناطق الصحراوية في محافظة الأنبار، حيث جرت العملية المشتركة الخميس، كانت من بين الملاذات الأخيرة للتنظيم.
وقالت إن “غرب الأنبار، ولا سيما الرطبة والصحراء في الراوة، تظل ملاذا ومنطقة عملياتية مهمة تستفيد من التهريب عبر الحدود العراقية السورية”.