عاصفة شتوية قوية تضرب جنوب كاليفورنيا وتتسبب بفيضانات وانهيارات طينية

ضربت عاصفة شتوية عاتية جنوب كاليفورنيا، مطلقة أمطارًا غزيرة غير مسبوقة تسببت في فيضانات مفاجئة وانهيارات طينية واسعة النطاق، مما دفع السلطات إلى إصدار أوامر إخلاء إلزامية في العديد من المناطق المصنفة على أنها عالية الخطورة. وقد أعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ في ست مقاطعات رئيسية، بما في ذلك مقاطعتي لوس أنجلوس وسان دييغو، محذرة السكان من أن الظروف الجوية الخطيرة قد تستمر وتتفاقم حتى يوم عيد الميلاد، مما يهدد بحدوث المزيد من الأضرار والخسائر.

تسببت الأمطار المتواصلة في ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والجداول بشكل خطير، وتحولت الشوارع الرئيسية والطرق السريعة إلى أنهار جارية، مما أدى إلى إغلاق العديد من الطرق وتعطيل حركة المرور بشكل كبير. وقد شهدت المناطق الجبلية والمنحدرات التي سبق أن تعرضت لحرائق الغابات في السنوات الأخيرة، مثل مناطق سان غابرييل وسانتا مونيكا، أسوأ الانهيارات الطينية، حيث جرفت الأوحال والصخور المنازل والمركبات، مما أثار مخاوف جدية بشأن سلامة السكان وممتلكاتهم. فرق الإنقاذ تعمل بلا كلل للاستجابة لمئات البلاغات عن حوادث الغرق والاحتجاز، وتواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار الظروف الجوية القاسية.

أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات شديدة بشأن الفيضانات المفاجئة والرياح العاتية التي قد تصل سرعتها إلى مستويات خطيرة، مما يزيد من احتمالية سقوط الأشجار وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع. وقد تأثرت آلاف المنازل بانقطاع التيار الكهربائي بالفعل، وتعمل شركات المرافق على مدار الساعة لإصلاح الأعطال واستعادة الخدمة. كما دعت السلطات السكان إلى البقاء في منازلهم وتجنب السفر غير الضروري، خاصة في المناطق المنخفضة والقريبة من مجاري الأودية، وشددت على ضرورة اتباع تعليمات الإخلاء فورًا لضمان سلامتهم وتجنب المخاطر المحتملة.

تتوقع النماذج الجوية استمرار هطول الأمطار الغزيرة على فترات متقطعة خلال الأيام القليلة القادمة، مع احتمال حدوث عواصف رعدية مصحوبة ببرق ورياح قوية، مما قد يزيد من تعقيد الوضع. وقد تم تجهيز مراكز إيواء مؤقتة لاستقبال المتضررين من الفيضانات والانهيارات الطينية، وتعمل فرق الطوارئ على مدار الساعة لتقديم المساعدة والإغاثة للمحتاجين. يُنصح السكان بتجهيز حقائب الطوارئ والبقاء على اطلاع دائم بآخر التحديثات الصادرة عن السلطات المحلية ووسائل الإعلام الرسمية، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.

تُعد هذه العاصفة واحدة من أقوى العواصف التي تضرب المنطقة في السنوات الأخيرة، وتأتي في وقت حساس مع اقتراب عطلة عيد الميلاد، مما يعقد جهود الإغاثة والتعافي ويؤثر على خطط السفر والاحتفالات. وتواصل السلطات مراقبة الوضع عن كثب، مؤكدة على أن سلامة المواطنين هي الأولوية القصوى في هذه الظروف الصعبة. من المتوقع أن تستغرق عمليات التنظيف وإعادة الإعمار وقتًا وجهدًا كبيرين بعد انحسار العاصفة وتراجع مستويات المياه، مع تقديرات أولية تشير إلى خسائر مادية فادحة.