عائلة عبد الرحمن تخشى تسليمه إلى مصر حيث قد يتعرض للتعذيب أو حتى القتل (غيتي)
وجهت عائلة الشاعر والأديب المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الراحل الشيخ يوسف القرضاوي، رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، تطالبه بالتدخل الفوري لإطلاق سراح الشاعر المحتجز حاليا في لبنان. لبنان.
وأكدت عائلة القرضاوي، التي تعيش في تركيا كمواطنين، في بيان نشرته الأحد، أن اعتقاله من قبل لبنان جاء “بناء على اتهامات كيدية وحكم قضائي جائر صدر ضده في مصر عام 2017”.
وأدين عبد الرحمن بحكم غيابي من قبل الحكومة المصرية بتهمة “نشر بيانات كاذبة ومقالات إعلامية وقصائد أدبية في عام 2017″، كجزء من حملة قمع أوسع في مصر على أي معارضة لنظام عبد الفتاح السيسي الحالي.
وقالت العائلة إنها تحمل ميقاتي مسؤولية سلامة عبد الرحمن أثناء سجنه في لبنان، وتحث على وصوله الآمن إلى عائلته في تركيا. كما أكدوا أن تسليمه إلى أي دولة تلاحقه “يعرض حياته للخطر، خاصة في ظل السجل المعروف لانتهاكات حقوق الإنسان في تلك الدول”، بحسب البيان.
ويأتي هذا البيان وسط مزاعم بأن لبنان قد يسلم القرضاوي إلى الإمارات قبل التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل، وهو موعد انعقاد جلسة برلمانية في بيروت لانتخاب رئيس جديد.
ويُعتقد أن الإمارات طلبت من لبنان اعتقاله وتسليمه بناءً على مقطع فيديو صوره المصري في الجامع الأموي في دمشق، احتفالاً بسقوط نظام الأسد.
ويدعو عبد الرحمن في الفيديو إلى إسقاط “الأنظمة العربية المخزية” و”العرب الصهاينة”، خاصة “الإمارات والسعودية ومصر”.
وجاءت هذه الادعاءات من محامي الشاعر المصري اللبناني محمد صبلوح، الذي أشار إلى أن أي تسليم من هذا القبيل من بيروت إلى أبو ظبي سيكون غير قانوني لأسباب متعددة، أبرزها أن القرضاوي لم يكن مواطنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا توجد معاهدة لتسليم المجرمين بين لبنان والإمارات العربية المتحدة.
وأشارت هايدي ديكستال، المتخصصة في القانون الدولي والتي تولت قضية القرضاوي، إلى أن لبنان من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وحذر ديكاستال لبنان من انتهاك الاتفاقية التي تجعل من غير القانوني للبنان تسليم أي سجين إلى بلد يواجه فيه خطرًا كبيرًا للتعذيب أو سوء المعاملة، والذي قد يشمل منتهكي حقوق الإنسان بشكل مستمر مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر.
تم اعتقال القرضاوي في البداية في مطار بيروت الدولي بعد عودته من سوريا، بعد تعاون مزعوم بين السلطات اللبنانية والمصرية لتعقب نشطاء المعارضة الذين يعيشون في الخارج.
ولعب دورًا بارزًا في الثورة المصرية عام 2011 التي شهدت الإطاحة بالديكتاتور حسني مبارك، بينما انتقد أيضًا نظام الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي.
وفي حين أنه معروف بسياساته الليبرالية، بما في ذلك تأسيسه لحركة “كفاية” اليسارية، فإن والده يوسف القرضاوي كان الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر.