تل أبيب – CNN
قبيل مناظرة رئاسية أمريكية مهمة هذا الأسبوع، دعت عائلات العديد من الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة المرشحين الرئاسيين الأمريكيين دونالد ترامب وكامالا هاريس إلى تقديم أفكار جديدة لتأمين الإفراج الفوري عن أحبائهم.
وقال رونين نيوترا، وهو مواطن أمريكي إسرائيلي مزدوج الجنسية من نيويورك، لشبكة سي إن إن: “نريد أن نسمع أنهم يهتمون. نريد أن نسمع أن كلا المرشحين يفهم ويعترف بأن هناك سبعة أمريكيين ما زالوا في الأسر، وأن الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا بإعادتهم”. ابنه البالغ من العمر 22 عامًا، عمر، جندي إسرائيلي في الخدمة واختطفته حماس خلال هجمات 7 أكتوبر.
تحدثت شبكة CNN مع أقارب ثلاثة مواطنين أمريكيين محتجزين في غزة، والذين أعربوا جميعًا عن إحباطهم بسبب فشل محاولات تحرير أفراد عائلاتهم على مدار الأشهر الـ11 الماضية حتى الآن.
“كفى”، هكذا قال آدي ألكسندر، الذي كان ابنه إيدان البالغ من العمر 20 عاماً يخدم في الجيش الإسرائيلي عندما اختطفه عناصر حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف “ربما كانت الصفقة التي اقترحها الرئيس (جو) بايدن في ديسمبر جيدة آنذاك، لكن ربما نحتاج إلى شيء مختلف الآن”.
وقال جميع أفراد العائلة الذين تحدثوا لشبكة CNN إنهم يتطلعون إلى إدارة بايدن وكذلك ترامب وهاريس لإيجاد طرق إبداعية لزيادة الضغط على حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق جديد.
“أود أن أتحدى المرشحين وأسألهم كيف يمكننا استعادة أطفالنا”، هكذا قالت روبي تشين، وهي مواطنة إسرائيلية أميركية أخرى قُتل ابنها إيتاي البالغ من العمر 19 عاماً أثناء الهجمات التي وقعت العام الماضي. ولا تزال جثته محتجزة لدى حماس في غزة.
وقال تشين لشبكة CNN: “نريد أن نسمع أفكارًا جديدة من كلا المرشحين ونطلب منهما الالتزام بتبني نهج جديد تجاه جميع اللاعبين”.
وقال أفراد العائلة لشبكة CNN إن هذا النهج يجب أن يشمل سعي الولايات المتحدة إلى نقاط ضغط جديدة على حماس وراعيتها إيران، وكذلك على دول أخرى ذات نفوذ محتمل، مثل مصر وتركيا وقطر، الدولة الخليجية التي تستضيف مسؤولي حماس وساعدت في تسهيل المفاوضات.
وقالت عائلات الرهائن لشبكة CNN إنه ينبغي أيضًا تقييم الحوافز، مثل الصفقات التجارية وتخفيف العقوبات وعمليات تبادل السجناء الدولية، على غرار الصفقات الأخيرة المتفق عليها بين واشنطن وموسكو لتحرير مواطنين أمريكيين مثل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش ونجمة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر.
وقال ألكسندر لشبكة CNN: “لقد أظهروا إبداعًا كبيرًا في صفقة معقدة قاموا بها لإيفان جيرشكوفيتش والعمل على صفقة دولية مع ألمانيا ودول أخرى لإعادة المواطنين الأمريكيين إلى الوطن”.
“قد لا يكون أطفالنا مشهورين مثل لاعبي كرة السلة، ولكن كما تعلمون، من وجهة نظرنا، فإن الإبداع الذي أظهروه يجب أن يعود مرة أخرى إلى هنا في حالتنا، وأن نفعل كل ما هو ممكن، وكل شيء في حدود إمكانياتهم – سواء كان ذلك من خلال وضع المزيد من الضغوط، أو من خلال إيجاد طرق إبداعية لإعادة أطفالنا إلى الوطن”.
وهناك حتى دعم بين أقارب الرهائن الأميركيين لواشنطن لتطبيق ضغوط أكبر على إسرائيل، التي يتهم منتقدوها رئيس وزرائها المخضرم بنيامين نتنياهو بإحباط المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة بشأن الرهائن لاسترضاء المتشددين في ائتلافه الهش.
وقال الأقارب إنهم سيدعمون الآن التحركات الرامية إلى الحد من المساعدات الدبلوماسية والمالية والعسكرية الأميركية لإسرائيل كوسيلة للضغط على نتنياهو نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال رونين نيوترا لشبكة CNN، مستخدمًا لقبًا شائعًا لنتنياهو: “لا شك أنه ينبغي ممارسة المزيد من الضغوط على بيبي نتنياهو، لكنني لست متأكدًا من وجود إرادة سياسية في هذه المرحلة، سواء من إدارة بايدن أو حملة ترامب، لتوضيح المزيد من الخلاف بينهم وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي”.
وأضاف “لكننا نحث قادتنا على اتخاذ إجراءات شجاعة ووضع السياسة جانبا. نحن لا نلعب هنا. هذا هو الوضع الحقيقي الذي يتعلق بالحياة والموت”.
لا يزال أكثر من مائة رهينة محتجزين في غزة حتى اليوم، في ظل تدهور الظروف المعيشية في القطاع الفلسطيني تحت وطأة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ شهور. وقد وصف الرهائن المحررون معاناتهم من نقص متكرر في الغذاء والمياه في غزة، كما أفاد بعضهم بتعرضهم للإساءة الجسدية والنفسية من قبل خاطفيهم.
وقد أثار العثور في وقت سابق من هذا الشهر على جثث ستة رهائن مقتولين احتجاجات حاشدة في إسرائيل، حيث طالب المتظاهرون حكومة نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح أولئك الذين ظلوا في الأسر. وتساءل كثيرون عما إذا كان الغضب على مستوى البلاد قد يكون كافياً لإجباره على التحرك.
ولكن نتنياهو بدلاً من ذلك عزز استراتيجيته في القطاع، مؤكداً التزامه بالقتال حتى هزيمة حماس، وكرر رفضه سحب الجنود من الحدود بين غزة ومصر ــ وهي نقطة خلاف جديدة مهمة في المحادثات للتوصل إلى اتفاق.
