صور الأقمار الصناعية تؤكد ارتكاب قوات الدعم السريع مجازر في الفاشر بدارفور
جاري التحميل...

صور الأقمار الصناعية تؤكد ارتكاب قوات الدعم السريع مجازر في الفاشر بدارفور
تؤكد صور الأقمار الصناعية للمدينة السودانية ومقاطع الفيديو المنشورة عبر الإنترنت أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجازر بين 26 و28 أكتوبر.
بعد أكثر من ثمانية عشر شهراً من الحصار، تمكنت قوات الدعم السريع (FSR) بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، من السيطرة على مدينة الفاشر، آخر معاقل القوات المسلحة السودانية (FAS) في شمال دارفور، والتي يقودها الجنرال عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، وذلك يوم الأحد الموافق 26 أكتوبر.
تتيح هذه السيطرة لقوات الدعم السريع إحكام قبضتها على كامل هذه المنطقة الشاسعة في غرب السودان، والتي تغطي ما يقرب من ثلث مساحة البلاد. وقد نشرت قوات الدعم السريع على قناتها في تيليجرام عدة مقاطع فيديو زعمت أنها تُظهر "تحرير" الفاشر، واستقبال السكان لهم بالترحاب.
وفقاً لتحليل أجراه مختبر الأبحاث الإنسانية (HRL) التابع لكلية ييل للصحة العامة (كونيتيكت، الولايات المتحدة)، استناداً إلى بيانات متاحة من مصادر مفتوحة وصور الأقمار الصناعية، فقد ارتُكبت إعدامات جماعية خلال اليومين اللذين تليا سقوط المدينة. هذا التحليل يقدم دليلاً دامغاً على حجم الفظائع التي شهدتها الفاشر.
علامات واضحة للمجازر
في حي داراجا أولا المركزي، تُظهر الصور التي جُمعت في 27 أكتوبر "تغيرات لونية حمراء في التربة" و"تجمعات لعناصر فاتحة وداكنة، تتوافق أبعادها مع أبعاد أجساد بشرية"، وفقاً لتقرير مختبر الأبحاث الإنسانية. هذه العناصر لم تكن ظاهرة في الصور الملتقطة سابقاً، لكنها ظلت مرئية بوضوح في صور الأقمار الصناعية المؤرخة في اليوم التالي، وهو ما أكدته صحيفة "لوموند".
تعتبر الفاشر ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث كانت تمثل مركزاً إنسانياً رئيسياً وملاذاً لمئات الآلاف من النازحين الفارين من العنف في مناطق أخرى من دارفور. سقوطها يثير مخاوف جدية بشأن مصير المدنيين المحاصرين، ويزيد من تعقيدات الأزمة الإنسانية المتفاقمة في الإقليم. وتتوالى الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، مع تزايد الأدلة على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
