أثار مقطع فيديو يظهر مهندساً سعودياً يتحدث عن إنشاء مشروع ترفيهي كبير في مكة المكرمة، جدلاً واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى ملاءمة مثل هذه التطورات بالقرب من الكعبة والمسجد الحرام، أقدس المواقع الإسلامية.
وتشكل السينما عنصراً أساسياً في مبادرة “مكة الذكية”، التي تهدف بحسب المعلومات العامة إلى دمج مرافق الترفيه الحديثة في المدينة مع الالتزام بأهميتها الدينية. ويتولى تطوير المشروع شركة مشاريع الترفيه السعودية (سفن)، وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي كانت في طليعة جهود التوسع في مجال الترفيه في المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2023، منحت شركة سفين عقودًا بقيمة 2.5 مليار دولار لمشاريع ترفيهية مختلفة في جميع أنحاء المملكة. مشروع سينما مكة، بقيمة 1.3 مليار ريال سعودي (347 مليون دولار)، تقوم ببنائه شركة قادة البناء الحديث (MBL) المحلية. ويقع المشروع في حي العابدية بالقرب من جامعة أم القرى خارج مجمع المسجد الحرام، ويمتد على مساحة 80 ألف متر مربع.
يشكل بناء دور السينما في المملكة العربية السعودية تحولاً ثقافياً كبيراً. فعلى مدى 40 عاماً، كانت دور السينما محظورة في المملكة، مما يعكس المعايير الاجتماعية المحافظة التي كانت سائدة في البلاد. وتم رفع الحظر في عام 2018 كجزء من مبادرة رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تسعى إلى تحديث الاقتصاد وانفتاح المجتمع السعودي.
منذ رفع الحظر، قامت المملكة العربية السعودية بتوسيع بنيتها التحتية للسينما بشكل سريع، مع افتتاح العديد من دور السينما في جميع أنحاء المملكة.
أثار مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع، ردود فعل متباينة. فقد أشاد البعض بالتطور باعتباره جزءًا من مبادرة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحسين نوعية الحياة للمواطنين والمقيمين. وأعرب آخرون عن قلقهم بشأن قرب أماكن الترفيه من الأماكن المقدسة في مكة، متسائلين عما إذا كان ذلك يتماشى مع القيم الدينية والثقافية للمدينة.
ورغم الجدل الدائر، فقد أكدت الحكومة السعودية التزامها بضمان عدم المساس بالتطورات الجديدة بحرمة مكة المكرمة. ويؤكد المسؤولون أن دور السينما وغيرها من مشاريع الترفيه مصممة لتكملة البنية التحتية الحديثة للمدينة مع الحفاظ على أهميتها الدينية.
ويعد مشروع مكة واحدًا من عدة مشاريع ترفيهية تسعى شركة سفين إلى تنفيذها في مختلف أنحاء المملكة. وتخطط الشركة لاستثمار 50 مليار ريال سعودي في 21 وجهة ترفيهية متكاملة في 14 مدينة، كجزء من استراتيجية أكبر لوضع المملكة العربية السعودية كمركز ثقافي وترفيهي وسياحي في حقبة ما بعد كوفيد-19.