يصور الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات تقريبًا المصاعب التي يواجهها عامل مهاجر هندي من أصل ماليالي أُجبر على العمل بدون أجر كراعٍ معزول للماعز في المملكة العربية السعودية (إنتاج بريثفيراج/نتفليكس)
دعا الجمهور في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى إلى مقاطعة أحدث أفلام نتفليكس، Aadujeevitham: The Goat Life، متهمين عملاق البث بإلحاق الضرر بصورة البلاد.
يصور الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات تقريبًا المصاعب التي يواجهها عامل مهاجر هندي من أصل مالايالي أُجبر على العمل بدون أجر كراعٍ معزول للماعز في المملكة العربية السعودية، ما أثار ردود فعل عنيفة من كثيرين في المملكة الذين يتهمونه بتشويه صورة البلاد.
يبدأ الفيلم، الذي كتبه وأخرجه بليسي إيب توماس، المعروفة أيضًا باسم بليسي، ويشارك في بطولته الممثل الهندي بريثفيراج سوكوماران، بقصة شاب من ولاية كيرالا يجبره كفيله السعودي، أو “الكفيل”، على حياة من العزلة في الصحراء.
بمرور الوقت، يؤثر عزلة الشاب سلباً على حالته العقلية، ويؤدي إلى فقدانه إحساسه بالوقت، وفي النهاية حتى قدرته على التحدث أو التفكير بوضوح.
الفيلم مأخوذ عن كتاب من أكثر الكتب مبيعا بعنوان “أيام الماعز” للكاتب الهندي بنيامين، وهو مستوحى من القصة الحقيقية لمهاجر هندي يدعى نجيب محمد والتي تتبع كفاح الرجل المروع الذي استمر لسنوات طويلة.
أثار الفيلم جدلاً في جميع أنحاء الخليج، حيث يعمل نظام الكفالة المثير للجدل، مع دعوات لمقاطعة الفيلم ومنصة البث نتفليكس بسبب “تحريف” نظام العمل والإضرار بصورة الرياض.
وقال بعض النقاد عبر الإنترنت إنهم اعتبروا الفيلم “مؤامرة ضد السعودية”، واتهموا المنتجين بـ”اختلاق” الادعاءات واستهداف “أرض الحرمين الشريفين”.
كما ألقى البعض باللوم على الجزائر والأردن، حيث تم تصوير الفيلم بشكل أساسي، بسبب “التواطؤ” مع الهند في عملية صنع الفيلم، فيما تساءل آخرون عن دوافع نتفليكس في بث الفيلم عبر الإنترنت.
ولكن دعوات المقاطعة تتجاهل قضية أكثر خطورة، وهي استمرار استخدام نظام الكفالة في المنطقة، وهو نظام عمل أدانته على نطاق واسع جماعات حقوق الإنسان الرائدة باعتباره “مسيءاً”.
يظل نظام الكفالة – الملقب بـ “العبودية الحديثة” – سائداً في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث يمنح أصحاب العمل سيطرة كبيرة على العمال المهاجرين، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الاستغلال والإساءة.
وقد وثقت تقارير منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، حالات لا حصر لها من العمال الذين تعرضوا لظروف غير إنسانية، وحُرموا من الحريات الأساسية، وأُجبروا على ترتيبات عمل استغلالية في ظل النظام.
ولم يمر الغضب الانتقائي بشأن تصوير الفيلم للمملكة العربية السعودية، على الرغم من تجاهله للواقع الذي يواجهه العمال الأجانب والعيوب التي يعيب نظام الكفالة، دون أن يلاحظه أحد.
وكتب أحد المعلقين: “لقد انتقدت العشرات من التقارير الدولية لحقوق الإنسان نظام الرعاية، لكن لم يكن لأي منها نفس التأثير الذي أحدثه هذا الإنتاج السينمائي الضخم، حياة الماعز”.
وخلص نقاد سينمائيون عرب إلى القول: “رغم الجدل الذي أثاره الفيلم، إلا أنه من الناحية الفنية وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى، يعد عملاً سينمائياً ثرياً يلبي كل معايير الأعمال الفنية العظيمة، ويمكن التوصية به سواء كان المشاهد مهتماً بالقضايا الإنسانية أو مجرد معجب بالسينما الهندية”.
