دقيقة صمت في أولد ترافورد تكريماً لضحايا هجوم مانشستر المأساوي

شهد ملعب أولد ترافورد، المعقل التاريخي لنادي مانشستر يونايتد، لحظة مؤثرة من التضامن والحداد قبل انطلاق مباراة كرة القدم التي جمعت بين مانشستر يونايتد وسندرلاند. فقد التزم الحضور، من لاعبين وجماهير وطواقم فنية وإدارية، دقيقة صمت كاملة، خيم خلالها الصمت على أرجاء الملعب، تعبيراً عن الاحترام والتقدير لأرواح الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في حادث مأساوي هز المدينة.

يأتي هذا التكريم المهيب في أعقاب هجوم مروع وقع خارج معبد يهودي في مدينة مانشستر يوم الخميس الماضي. أسفر الهجوم عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، مما ألقى بظلال من الحزن والصدمة على المدينة بأكملها. وقد سارعت السلطات الأمنية إلى فتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة، مؤكدة على التزامها بحماية أمن وسلامة المواطنين.

تم الكشف عن هويتي الضحيتين اللتين لقيتا حتفهما في هذا الهجوم المروع. وهما السيد أدريان دولبي، البالغ من العمر 53 عاماً، والسيد ميلفين كرافيتز، البالغ من العمر 66 عاماً. وقد عبرت عائلات الضحايا عن حزنها العميق وصدمتها إزاء هذه الخسارة الفادحة، بينما قدمت المجتمعات المحلية الدعم والمساندة لهم في هذه الأوقات العصيبة، مؤكدة على روح التكاتف التي تميز سكان مانشستر.

في تفصيل مأساوي آخر، أفادت شرطة مانشستر الكبرى أن أحد الضحايا أصيب بطلقات نارية أطلقتها الشرطة "كنتيجة مأساوية وغير متوقعة" أثناء محاولة الضباط إطلاق النار على المهاجم. وقد أكدت الشرطة أن هذا الحادث قيد التحقيق الدقيق لضمان الشفافية والمساءلة، مشددة على أن الهدف الأساسي كان تحييد التهديد وحماية الأرواح البريئة، وأنها تأسف بشدة لهذه النتيجة غير المقصودة.

ولم يقتصر التعبير عن التضامن على دقيقة الصمت فحسب، بل ارتدى لاعبو الفريقين شارات سوداء على أذرعهم، كُتب عليها وسم #ACityUnited (مدينة موحدة). هذه اللفتة الرمزية تعكس روح الوحدة والتكاتف التي تسود مدينة مانشستر في مواجهة الشدائد، وتؤكد على رفض العنف والتطرف، وتجدد العزم على الوقوف صفاً واحداً ضد كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار المجتمع، وتعزيز قيم التعايش السلمي.

تُظهر هذه الاستجابة من قبل المجتمع الرياضي والمدينة ككل، مدى عمق التأثر بالحادث، وتؤكد على أن الرياضة يمكن أن تكون منصة قوية للتعبير عن القيم الإنسانية النبيلة مثل التضامن والتعاطف والوحدة في أوقات الأزمات. وتظل مانشستر مدينة قوية ومرنة، قادرة على تجاوز المحن بروح جماعية لا تلين، وتتطلع إلى مستقبل يسوده السلام والأمان لجميع سكانها.