ربك – حذر خبراء من حالة سد جبل أولياء على النيل الأبيض جنوب الخرطوم، بسبب عدم إجراء أي صيانة له منذ نهاية العام الماضي، حيث قد يؤدي فشل السد في رفع منسوب النيل الأبيض إلى فشل الموسم الزراعي، كما يهدد انهيار السد حياة المواطنين في الخرطوم.

أُنشئ سد جبل أولياء، على بعد 44 كيلومترًا جنوب وسط الخرطوم، في عام 1937. وكان الخزان، الذي تبلغ سعته 3.500 مليون متر مكعب، مصممًا في الأصل لصالح مصر من خلال زيادة إمدادات التدفق الصيفي إلى أسوان. ومنذ بناء سد أسوان العالي، لم تعد مصر بحاجة إلى سد جبل أولياء، وسلمته رسميًا إلى السودان في عام 1977.

وأصبحت الوظيفة الأساسية للسد هي رفع منسوب المياه في المناطق الواقعة جنوب السد على الضفتين الشرقية والغربية للنيل الأبيض لري المشروعات الزراعية آليا، إلا أن الصيانة المطلوبة لم تتم منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

وأثار ذلك مخاوف جدية بشأن إمكانية ري الأراضي الزراعية بولاية النيل الأبيض في الموسم الزراعي المقبل هذا الشتاء.

وفي نداء مفتوح وجه إلى والي ولاية النيل الأبيض وقيادة قوات الدعم السريع مطلع الأسبوع الجاري، حذر رئيس اتحاد مزارعي النيل الأبيض يوسف الحسن، من تعرض مزارع الولاية ومشاريعها الزراعية المعتمدة على الري خلال فصل الشتاء للخطر بسبب انخفاض منسوب مياه النيل.

وأضاف أن نظام تشغيل السد يحتاج إلى تشغيل دائم للحفاظ على منسوب المياه في النيل الأبيض، موضحا في الرسالة أن “من المفترض أن يخدم منسوب المياه المرتفع العديد من المشاريع الزراعية في ولاية النيل الأبيض، بما في ذلك مزارع قصب السكر الوطنية، وسيكون الضرر كبيرا عندما لا يتمكن المهندسون من العودة إلى وظائفهم قريبا”.

“نحن كمزارعين في مشاريع ري ومواطنين صالحين نوجه هذا النداء للطرفين لمعالجة الأمر، والتنسيق بين إدارة الري، وضمان سلامة المهندسين حتى نتمكن من اللحاق بالموسم الزراعي الحالي، على غرار التنسيق الذي تم السماح به لصيانة المرافق المتضررة مثل خدمات الاتصالات والكهرباء والمياه في مناطق الصراع المسلح”.

وقال محمد داوي الأمين العام لمنظمة النيل الأبيض لتنمية الموارد والمتخصص في الشراكات بين القطاعين العام والخاص للصحافي المستقل النور عبدالله في ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض إن سد جبل أولياء يخدم كل المشاريع الزراعية المروية في الولاية بما في ذلك مصانع السكر كنانة والنيل الأبيض وعسلاية ويدعم مضخات الري على الضفتين الشرقية والغربية على طول النيل الأبيض حتى الحدود مع جنوب السودان.

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

وأضاف “إن الحقيقة المرة تظل قائمة، وهي أنه بسبب استمرار انعدام الأمن واستخدام الأسلحة الثقيلة في منطقة جبل أولياء، لا توجد إمكانية للمهندسين والفنيين والعمال في السد لممارسة عملهم المهم”، مضيفاً “نأمل أن تحدث الكارثة الزراعية الوشيكة وتضاف إلى المأساة التي تعيشها البلاد بالفعل”.

ونفت رئيسة منظمة النيل الأبيض ووزيرة الزراعة السابقة بولاية النيل الأبيض فاطمة عبد الكريم الشائعات التي تحدثت عن تدمير السد، وأكدت لعبد الله أن الخزان الرئيسي سليم، وقالت: “ما تم تدميره هو الرافعة التي تتحكم في بوابات الخزان، ويمكن إصلاحها”.

وأشارت إلى أن “المستثمرين مترددون في تمويل المشاريع الزراعية هذا الموسم بسبب الوضع الأمني ​​وانخفاض منسوب المياه وعدم وصولها إلى المضخات”.

مزيد من المخاطر

حذر المهندس والمستشار الرئيسي بمركز أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تاج الدين الخازن، من ارتفاع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا، منبع النيل الأبيض.

وأوضح أن “خزان جبل أولياء الذي تبلغ بوابته التوربينية خمسة ميغاواط فقط لا يستوعب الكميات الزائدة من المياه، وقد بني لتنظيم المياه وليس للتخزين”، محذرا من أن مساحة 40 كيلومترا مربعا قد تتأثر بالفيضانات بما في ذلك الجسور.

ويرى الخبير الاقتصادي ووزير الاستثمار الأسبق الهادي إبراهيم أن ما يحدث في منطقة جبل أولياء “ليس مهما للموسم الزراعي بولاية النيل الأبيض فحسب”.

شارك المقال

المصدر