الرياض: استمتع السعوديون منذ فترة طويلة بإثارة عطلة مثل عيد الهالوين بطريقتهم الخاصة، سواء من خلال مشاهدة أفلام الرعب أو تبادل القصص المخيفة. هذا العام، سنلقي نظرة على بعض الأساطير والحكايات المحلية المفضلة حول الأشياء التي تتصادم في الليل.
لقد كان السرد الشفهي دائمًا جزءًا مهمًا من النسيج الثقافي لمجتمعنا، حتى قبل اختراع الرواية والطباعة. لآلاف السنين، تم استخدام الحكايات المروعة كوسيلة لنقل الدروس الأخلاقية، أو مساعدة الناس على فهم العالم، أو ببساطة تثبيط السلوك غير المرغوب فيه لدى الشباب.
كل أمة لديها قصص رعب وفولكلور من ماضيها تنتقل من جيل إلى جيل. السعوديون لا ينتظرون المناسبات الخاصة لتبادل الحكايات المرعبة؛ كل ما يتطلبه الأمر هو المزاج المناسب والجمهور المناسب لتحويل أي لقاء إلى حدث لسرد القصص.
تعد المناطق الريفية أو المباني المهجورة عنصرًا مهمًا في الرعب السعودي والأساطير الحضرية؛ صورة تاريخية للمملكة العربية السعودية. (صور غيتي / صور بواسطة
صالح الغنام)
يوضح نواف الهويمل، وهو راوي قصص ومقدم برامج تلفزيونية سعودي شهير: “كانت حكايات الرعب موجودة منذ فترة طويلة، وكذلك القصص الكوميدية وقصص الحب. يحب السعوديون سوالف الرعب، وسوالف حكايات الجن في التجمعات والنزهات، وشعور الترقب والخوف الذي يستمتع به الإنسان.
“مع ولادة القصص والروايات، أصبح نوع الرعب جزءًا كبيرًا من رواية القصص وكان له طلب كبير من الرواة.”
قصة حمار القايلة، أو حمار الظهيرة، هي قصة أصابت الكثيرين بالقشعريرة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج على نطاق أوسع.
يسلط الضوء
• قصة حمر القايلة أصابت الكثيرين بالقشعريرة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج.
• حكاية أم السعف والليل تدور حول ساحرة عجوز تعيش بين النخيل تنتظر اختطاف الأطفال.
• يتم أحيانًا سرد القصص المخيفة لتخويف الأطفال وتثبيط سلوكياتهم المحفوفة بالمخاطر.
• قصص الغيلان، أو الغيلان، موجودة منذ قرون، يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام.
تصف الرواية الشعبية حمار القايلة بأنها مزيج بشع من الإنسان والحيوان، ويقال إن رأسها ورجليها مثل حمار.
جوهر القصة هو أن الوحش القايلة يخرج إلى العراء في منتصف النهار، ويؤذي من يصادفه على طول الطريق.
ومثل كثيرين آخرين، رويت حكاية حمار القايلة لتخويف الأطفال ومنعهم من الخروج ظهرا، حيث كان الآباء وشيوخ الأسرة يخشون على سلامة أطفالهم من الحر نهارا.
من المؤكد أن القصص يمكن أن تكون مخيفة أكثر عندما تبدو مألوفة أو مألوفة. (زودت)
وتتذكر منيرة العتيبي، وهي معلمة متقاعدة من الرياض تبلغ من العمر 53 عامًا، كيف أثرت القصة عليها عندما كانت صغيرة: “تخيلت حمر القايلة هذا النصف إنسان ونصف حمار، وهو مزيج منعني بالتأكيد أنا وإخوتي من الخروج… إنه أمر مضحك الآن بعد أن أفكر في الأمر. كان الناس في ذلك الوقت مبدعين للغاية ليخرجوا بمثل هذه الحكايات.
وقال محمد المحسن، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 66 عاماً من منطقة القصيم: “ابني المراهق يشاهد المسلسلات التلفزيونية مع التنانين والوحوش، منبهراً بإبداع الكتاب الذين يأتون بمثل هذه الحكايات”.
وأضاف: «لكن هذا المستوى من الخيال والإبداع ليس جديداً بالنسبة لي فأنا من جيل سمع عدة حكايات مع الوحوش، بمستوى خيال يفوق ما نراه اليوم في المسلسلات التلفزيونية الخيالية».
يحب السعوديون حكايات الجن على الرغم من كونها مخيفة، وتشكل هذه القصص جزءًا كبيرًا من اللقاءات الاجتماعية. نواف
الحويمل، روائي ومقدم تلفزيوني سعودي
قصص الغيلان، أو الغيلان، موجودة منذ قرون، يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام. يُقال إن الغول في هذه القصص هو كائن شبيه بالشيطان أو كائن بشري وحشي يسكن المقابر أو كهف القرية أو البستان أو غيرها من الأماكن غير المأهولة.
يمكن أيضًا أن يكون شيطانًا متغير الشكل يمكنه أن يتخذ شكل حيوان، ويستدرج الناس إلى أماكن مهجورة لذبحهم وشرب دمائهم، ثم يأخذ شكل الشخص الذي أكلوه مؤخرًا.
وظهرت في العديد من الحكايات العربية الأسطورية بما في ذلك “ألف ليلة وليلة”، و”السندباد البحري”، و”قصة الوزير الحسود”.
وحكيت حكاية حمر القايلة لتخويف الأطفال ومنعهم من الخروج عند الظهر. (غيتي إيماجز)
تتغير القصص بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان تتكيف مع الثقافة والمنطقة. على سبيل المثال، في حين كان يعتبر الغول في الأصل مخلوقًا وحشيًا، فإن فيلم الرسوم المتحركة الشهير “شريك” يصور الغول كصديق غريب الأطوار ولكنه طيب القلب يسعى لإنقاذ أميرة بمساعدة حمار ثرثار.
قالت لميس العامري، محاسبة تبلغ من العمر 35 عاماً وتقيم في الرياض: “الغول الذي أعرفه وكبرت وسمعت عنه، والغول الذي يعرفه ابني هما شيئان مختلفان”.
“أتذكر أنني كنت خائفًا وأحاول جاهدة أن أتخيل شكل الغول عندما يتحدث الناس عنه، ويتذكرها ابني باعتبارها واحدة من أفضل ذكريات طفولته.”
ومن الحكايات الشائعة التي تجمع بين الأسطورة والأسطورة حكاية حمر القايلة، أي حمار الظهيرة. (الاقتصادية)
يعد الخيال عنصرًا نموذجيًا وكبيرًا في حكايات الرعب الشعبية، إلى جانب عناصر أخرى مثل العزلة والخرافات والأوضاع الريفية وأسماء الشخصيات المخيفة.
وبحسب الحويمل، فإن “إيصال الرواة للحكايات وضبطهم بيئة الحكاية وظروفها بحيث تكون مشابهة لبيئة وظروف المستمعين يزيد من درجة الخوف لدى المستمعين”.
من المؤكد أن القصص يمكن أن تكون مخيفة أكثر عندما تبدو مألوفة أو مألوفة. وأوضح: “رغم أن الحكايات خيالية إلا أن الرواة يقربونها إليك، مما يجعل الظروف الزمانية والمكانية للحكاية قريبة منك جداً”.
تعد الأماكن الريفية أو المباني المهجورة عنصرًا مهمًا في الرعب السعودي والأساطير الحضرية، ومن أشهرها حكاية أم السعف والليل، وهي حكاية مشهورة بين السعوديين في المنطقة الشرقية.
تدور القصة حول ساحرة عجوز ذات شعر رقيق وتتحدث كثيرًا في الليل. الساحرة في الحكاية تتبعها الصراصير وتسمى أم الصراصير. ويقال إنها تعيش على أشجار النخيل وأغصانها. وعندما تهب رياح قوية بما يكفي لتهز الأغصان، يتندر السعوديون بأن أم السعف والليف في أعلى النخلة يستعدان لاختطاف الأطفال الذين يتجولون في المنطقة.
ورُويت الحكاية، مثل حكاية حمار القايلة، لتخويف الأطفال ومنعهم من الخروج من المنزل، خاصة عندما يكون الطقس عاصفاً وممطراً.
“إن البيئة المحيطة لها تأثير على تكوين الحكايات التي رواها أسلافنا. وقالت هيلة السبيعي، معلمة تاريخ متقاعدة مقيمة في الظهران، “في حالة أم السعف والليف، فإن الساحرة الشهيرة من الحكاية تسكن أعلى شجرة نخل”.
“النخيل شائع جدًا في المنطقة الشرقية. فالأحساء على سبيل المثال تشتهر بأشجار النخيل الكبيرة.