أشارت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع يوم الخميس إلى أن حزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا يتجه لتحقيق فوز ساحق في الانتخابات، منهيا 14 عاما من حكم المحافظين اليميني الذي اتسم بالتقشف المالي والانقسام بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والفضائح.
ومع إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة مساء (2100 بتوقيت جرينتش)، أشار استطلاع للرأي أجرته هيئات البث البريطانية إلى أن حزب العمال المنتمي إلى يسار الوسط سيفوز بـ410 مقاعد في مجلس العموم الذي يضم 650 مقعدا، بينما حصل المحافظون على 131 مقعدا فقط.
وفي دفعة أخرى للوسطيين، من المتوقع أن يحصل حزب الديمقراطيين الليبراليين المعارض الأصغر حجما على 61 مقعدا، لكن حزب الإصلاح في المملكة المتحدة المناهض للهجرة بزعامة نايجل فاراج قد يحصل على 13 مقعدا.
بدأت عملية فرز الأصوات في جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع ظهور النتائج الرسمية من أواخر يوم الخميس إلى الجمعة، مما يضع زعيم حزب العمال كير ستارمر على المسار الصحيح ليحل محل ريشي سوناك كرئيس للوزراء.
وإذا تأكدت هذه النتيجة، فإنها ستخالف الاتجاه نحو اليمين بين أقرب حلفاء بريطانيا، حيث يتطلع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا إلى السلطة، ويبدو دونالد ترامب على وشك العودة إلى الولايات المتحدة.
وبموجب نظام الانتخابات البريطاني القائم على مبدأ الفوز بأغلبية الأصوات، يحتاج الحزب إلى 326 مقعداً للفوز بالأغلبية المطلقة في البرلمان.
وبعد ليلة بلا نوم من فرز الأصوات والإعلانات، من المتوقع أن يلتقي الفائز برئيس الدولة الملك تشارلز الثالث، الذي سيطلب من زعيم الحزب الأكبر تشكيل الحكومة.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن التعيينات الوزارية قريبا بعد خطاب قبول التعيين أمام حشد من وسائل الإعلام المجتمعة في داونينج ستريت.
ومن شأن تأكيد النتيجة أن يتوج صعودا ملحوظا للسلطة بالنسبة لستارمر (61 عاما)، الذي انتُخب لأول مرة كعضو في البرلمان في عام 2015.
انتخب محامي حقوق الإنسان والمدعي العام السابق زعيما لحزب العمال في أوائل عام 2020، خلفا لليساري المخضرم جيريمي كوربين، الذي خسر بأغلبية ساحقة أمام بوريس جونسون في عام 2019.
ومنذ ذلك الحين، نجح في إعادة الحزب إلى منطقة الوسط، مما جعله اقتراحًا أكثر قابلية للانتخاب، وتطهيره من الصراعات الإيديولوجية ومعاداة السامية المزعومة التي أفقدته الدعم.
لقد أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب العمال يتقدم على حزب المحافظين بفارق ثابت بلغ 20 نقطة مئوية على مدى العامين الماضيين تقريبا، وهو ما فشلت حملة انتخابية باهتة إلى حد كبير في تغييره.
وقد أعطى هذا انطباعا بأن فوز حزب العمال أمر حتمي، وتوقعات عالية بأن يتمكن الحزب من الوفاء بوعده بتغيير أحوال البلاد المتدهورة نحو الأفضل.
ووعد ستارمر بـ “عقد من التجديد الوطني”.
ولكن قائمة المهام التي يتعين عليه القيام بها شاقة للغاية، في ظل النمو الاقتصادي الهزيل، والخدمات العامة التي تعاني من الإرهاق ونقص التمويل بعد ما يقرب من عقد ونصف من التخفيضات، والأسر التي تعاني من ضغوط مالية.
ووعد زعيم حزب العمال أيضًا بعودة النزاهة السياسية، بعد فترة فوضوية شهدت خمسة رؤساء وزراء من حزب المحافظين، بما في ذلك ثلاثة في أربعة أشهر.
ومن المقرر أن تكون أيامه الأولى في منصبه مزدحمة، إذ سيمثل بريطانيا في مؤتمر حلف شمال الأطلسي في واشنطن الأسبوع المقبل، ثم يستضيف زعماء أوروبيين في وقت لاحق من هذا الشهر في قمة في جنوب إنجلترا.
