آثار الغارة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/سبتمبر (غيتي)
ذكرت صحيفة لو باريزيان الفرنسية أن جاسوسا إيرانيا أبلغ إسرائيل بمكان وجود زعيم حزب الله حسن نصر الله قبل استهداف الأخير ومقتله في غارة جوية ضخمة يوم الجمعة.
وقال مصدر أمني لبناني للصحيفة إن نصر الله قُتل في مقره تحت الأرض شديد الحراسة والمبني أسفل مبنى سكني مكون من ستة مباني في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
ودمرت الغارة تلك المباني بالأرض، مما أحدث دماراً هائلاً في المنطقة الواقعة بين حارة حريك وبرج البراجنة.
ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين قتلوا في الهجوم الضخم، وهو أكبر هجوم إسرائيلي على البلاد منذ حرب عام 2006.
وبحسب تقرير لو باريزيان، فإن المخبر الإيراني الذي كان يقدم المعلومات الاستخبارية أبلغ الإسرائيليين بموعد وصول نصر الله إلى مقر مجموعته، بينما كانت طائرات F-35 الإسرائيلية تنتظر في المجال الجوي اللبناني.
وصل نصر الله لحضور اجتماع طارئ في القاعدة تحت الأرض برفقة أكثر من عشرة قادة آخرين من حزب الله والقادة الإيرانيين، بما في ذلك من فوج فيلق القدس الإيراني، وهو جزء من الحرس الثوري الإيراني.
ووصلوا بعد وقت قصير من تشييع جنازة محمد حسين سرور، الذي ترأس قسم الطائرات بدون طيار في حزب الله والذي قُتل في غارة جوية في اليوم السابق.
وبعد انتظار اجتماع نصر الله والقادة الآخرين في إحدى الغرف، نفذت الطائرات الإسرائيلية الغارة.
ونقلت صحيفة لو باريزيان عن مصدر أمني لبناني لم تذكر اسمه قوله إنهم “بذلوا قصارى جهدهم ولم يرغبوا في تفويت هدفهم”.
تم إسقاط ما لا يقل عن ست قنابل تزن طنين على الموقع، مما تسبب في انفجار هائل أمكن سماعه في جميع أنحاء المدينة وأدى إلى تصاعد أعمدة ضخمة من الدخان في الهواء.
وبالإضافة إلى مقتل نصر الله، أدت الغارة أيضًا إلى مقتل أكثر من 20 عنصرًا آخر من حزب الله من رتب مختلفة، حسبما ادعى الجيش الإسرائيلي يوم الأحد.
وأكد حزب الله مقتل المسؤول الكبير علي كركي، وكذلك العميد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان.
ونشرت إسرائيل يوم الأحد أسماء عدد من النشطاء الآخرين الذين تدعي أنهم قتلوا في الهجوم.
وتسببت الغارة الجوية في إحداث حفرة يتراوح عمقها بين 50 و70 مترا، وفقا لمقطع فيديو تم نشره على الإنترنت يوم الأحد يظهر آثار الهجوم الذي دمر المبنى السكني بأكمله.
ويُزعم أن مقاطع الفيديو الأخرى التي تم نشرها عبر الإنترنت تظهر جثة نصر الله أثناء انتشالها من الحفرة. لكن العربي الجديد لم يتمكن من التحقق من ذلك بشكل مستقل.