الضربات الإسرائيلية كانت الأعنف التي تضرب بيروت منذ أن كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان هذا الأسبوع (غيتي)
شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية على جنوب العاصمة اللبنانية بيروت يوم الجمعة، مما أدى إلى تسوية عدة مبان بالأرض في حي مكتظ بالسكان.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقر حزب الله مما أدى إلى تصاعد سحب ضخمة من الدخان فوق المنطقة.
وسمع دوي الضربات في جميع أنحاء المدينة المتوسطية، وأثارت الذعر في المنطقة السكنية.
وكانت هذه أعنف الهجمات التي تضرب بيروت منذ أن كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه أمام زعماء العالم يوم الجمعة بأنه لن يكون هناك توقف في المعركة ضد حزب الله حتى يتم تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل.
وقالت عبير حمود، وهي معلمة في الأربعينيات من عمرها وتعيش في الضاحية الجنوبية لبيروت: “يا إلهي، ما هذا الصادم. شعرت وكأن المبنى سينهار فوقي”.
وقال أحمد أحمد، وهو في الستينيات من عمره، إنه فر من منزله في الضاحية الجنوبية بعد الضربات التي قال إنها شعرت بأنها “أشبه بالزلزال”.
نصرالله بخير
وقال مصدر مقرب من حزب الله إن الغارات دمرت ستة مبان، ووفقا لحصيلة أولية، قتل شخصان وأصيب 76 آخرون.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن الغارة استهدفت “المقر المركزي” لحزب الله في الضواحي الجنوبية للمدينة.
وذكرت شبكات التلفزيون الإسرائيلية أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كان هدف الغارة، رغم أن المصدر المقرب من حزب الله قال إنه “بخير”.
وزعمت تقارير إعلامية إسرائيلية أن تقييم الجيش الإسرائيلي خلص إلى أن نصر الله قُتل على الأرجح.
وقال بيان أصدره حزب الله إنه “لا صحة” للتقارير الإسرائيلية حول الهجمات على لبنان، دون الإشارة إلى ادعاءات معينة.
ويتمتع نصر الله بمكانة مرموقة بين أنصاره من المسلمين الشيعة، وهو مجهز بترسانة هائلة أكبر وأحدث بكثير من ترسانة الجيش الوطني، ويسيطر على المؤسسات اللبنانية.
ونادرا ما ظهر علنا منذ خاضت حركته حربا مدمرة مع إسرائيل عام 2006، ويعيش مختبئا لتجنب الاغتيال.
وجاء التفجير بعد لحظات من اختتام نتنياهو خطابه أمام مندوبي الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والذي تعهد فيه بمواصلة الضربات ضد حزب الله والقتال “حتى النصر” ضد حماس.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال نتنياهو إن إسرائيل ستقاتل حزب الله حتى يتمكن آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب القتال عبر الحدود منذ ما يقرب من عام من العودة إلى منازلهم.
وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: “طالما اختار حزب الله طريق الحرب، فليس أمام إسرائيل خيار، ولإسرائيل كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى وطنهم آمنين”، مضيفًا أن العمليات ضد حزب الله المدعوم من إيران الجماعة المتشددة “ستواصل العمل حتى نحقق أهدافنا”.
وبعد ضربات بيروت، قال حزب الله إنه أطلق المزيد من الصواريخ على إسرائيل “دفاعا عن لبنان وشعبه”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا لحزب الله أصاب منزلا وسيارة في مدينة صفد الشمالية لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا.
