لقد دمرت إسرائيل بشكل منهجي جزءًا كبيرًا من غزة، بما في ذلك البنية التحتية الحيوية مثل الطرق والمستشفيات (جيتي)
قد تصل تكلفة إعادة إعمار غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الوحشي على القطاع إلى 80 مليار دولار، بحسب خبراء.
وقال الخبير الاقتصادي في مؤسسة راند دانييل إيجل لوكالة بلومبرج إن إعادة الإعمار قد تصل إلى هذا المبلغ عند الأخذ في الاعتبار التكاليف الخفية، بما في ذلك تكاليف سوق العمل التي تأثرت بالوفاة والإصابة والصدمات.
وبحسب البنك الدولي، فإن التكلفة المقدرة لإعادة الإعمار في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى يناير/كانون الثاني 2024 بلغت 13.3 مليار دولار للإسكان، و553.5 مليون دولار للصحة، و502.7 مليون دولار للمياه والصرف الصحي، وهو ما يتضاءل مقارنة بالإحصائيات الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على القطاع في عام 2014.
ولا تأخذ هذه التقديرات في الاعتبار غزو إسرائيل لرفح الذي بدأ في مايو/أيار الماضي، ولا الأضرار التي لحقت بأجزاء أخرى من القطاع منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وتتطلب عملية إعادة الإعمار واسعة النطاق أولاً إزالة 42 مليون طن من الأنقاض التي خلفتها القصف الإسرائيلي المتواصل للقطاع.
وتستحوذ مدينة غزة، وهي أكبر المناطق الحضرية وأكثرها تضرراً، على 15.4 مليون طن، في حين أن دير البلح، وهي المنطقة الحضرية الأقل تضرراً، تستأثر بـ2.4 مليون طن.
وتقدر فاتورة هذا الأمر وحده بنحو 700 مليون دولار، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أنه إذا تمكنت المنطقة من إعادة تدوير حوالي نصف الأنقاض، فقد تتمكن من توفير حوالي 143 مليون دولار من الفاتورة واسترداد ثلث تكاليف التنظيف.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن هذا سيكون كافياً أيضاً لإعادة بناء شبكة الطرق في غزة، التي تضررت بشدة جراء الهجوم الإسرائيلي.
إزالة الأنقاض وانتشال الجثث
وقد اقترحت الأمم المتحدة خطة من أربع مراحل للتعامل مع الأنقاض، تشمل التحضير والتنظيف الأولي والتطهير والتخلص النهائي من الأنقاض. ومن المتوقع أن تشمل التحديات التي قد تنشأ التخلص من القنابل والمخاطر مثل الأسبستوس، فضلاً عن انتشال الجثث.
وقال مارك جارزومبيك، أستاذ تاريخ العمارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن مثل هذه الجهود لإزالة الأنقاض وإعادة البناء من المرجح أن تتسبب في مزيد من النزوح في الجيب الذي شهد تدميرًا شبه كامل.
وقال جارزومبيك لوكالة بلومبرج إن مواقع البناء يجب أن يتم إخلاؤها من الناس، وهو الأمر الذي يتفاقم مع طول الوقت اللازم لإعادة بناء القطاع، مما سيدفع أجيالاً من الفلسطينيين في غزة إلى التعامل مع هذا الجهد لسنوات قادمة.
وقد قدرت الأمم المتحدة أن إزالة الأنقاض المنتشرة في أنحاء قطاع غزة سوف تستغرق ما يصل إلى 15 عاماً.
ومع ذلك، لم يتم الاتفاق بعد على الحل السياسي وإنهاء الحرب لتمكين جهود إعادة الإعمار من البدء.
ولم تتفق إسرائيل وحماس على خطة لوقف إطلاق النار، حيث يتهم الفلسطينيون إسرائيل باستخدام المحادثات كغطاء لإطالة أمد هجومها.
ورفضت إسرائيل أيضا الاتفاق على حل سياسي للقطاع، قائلة إنها لن تسمح للسلطة الفلسطينية بالسيطرة على المنطقة بعد انتهاء الحرب.
وتعتبر السلطة الفلسطينية، إلى جانب الأمم المتحدة، الجسم الرئيسي الذي يخطط لجهود إعادة الإعمار في القطاع، كما فعلت في جولات سابقة من الحرب.
أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل 40,139 شخصاً على الأقل، وإصابة 92,743 آخرين، وإلحاق الضرر أو تدمير معظم البنية التحتية الأساسية في القطاع.
